اسمح لي أن أتجاسر وأغسل أقدام اخوتي



اسمح لي أن أتجاسر وأغسل أقدام اخوتي


 فتح يهوذا الطمع قلبه، ليلقي الشيطان فيه بذاره.

مدّ يده للسرقة مرة ومرات فدخله العدو.

أما وقد أصرّ على خيانة سيده فملك العدو على القلب،

ودخل كصاحب سلطان ومالك بيت!

وجد مملكة الظلمة مُعدة لرئيس المملكة.


 اخترته تلميذًا، وسلمته الصندوق.

ووهبته صنع العجائب كسائر التلاميذ.

في حنوك لم تعلن عن اسمه، ولا شهَّرت به،

لعله يرجع عن شره.

بل وانحنيت لتغسل قدميه.

غمست اللقمة في الصحفة، ليأكل من يدك،

ولم يشك أحد فيه!


 بتواضعك مارست عمل العبيد.

خلعت ثيابك الخارجية، واتزرت بمنشفة.

لم تستنكف من صب الماء في المغسل بنفسك.

ولا تحرجت من غسل أقدام تلاميذك.

لقد بدأت تغسل أقدامهم المتسخة بالماء،

لكي تغسل قلوبنا وضمائرنا بدمك الطاهر.

من يجسر ويحتل مركزك يا غاسل أقدام البشرية.


 لأتجاسر وأشاركك حبك.

اسمح لي في حنوك أن أنال هذه الكرامة.

اسمح لي أن أغسل أقدام اخوتي المسيئين إليّ بفرحٍ وتهليلٍ!

قلبي بالحب يغسل كل تصرف يبدو شريرًا.

قلبي بروحك القدوس يتسع، ليضم الكل فيه.

قلبي يئن حتى يرى كل الأقدام طاهرة ومقدسة!


 طهرني بالكامل بالماء والروح الناري في مياه المعمودية.

متى أرى العالم كله طاهرًا ومقدسًا فيك؟

لتبقى يداك تغسل كل دنسٍ يومي فيّ!

لتغسل يا سيدي كل أقدام مؤمنيك!


 خرج يهوذا – صاحب القلب المظلم – ليلاً ليتمم أعمال الظلمة.

وبقي تلاميذك معك، يا أيها النور الحقيقي.

سألتهم الحب الحقيقي، مقتدين بك.

فلا يمكن للظلمة أن تقتحم قلبًا يسكنه الحب.


 اشتاق بطرس أن يتبعك أينما ذهبت،

ولم يدرك المسكين ضعف إمكانياته!

ظن أنه قادر أن يضع نفسه عنك،

ولم يدرك أنه لا يستطيع أن يبذل ما لم تبذل أنت أولاً حياتك عنه.

كشفت له ضعفه بكل وضوحٍ،

وملأت قلبه رجاءً عجيبًا.

أعلنت له أنه سيتبعك أخيرًا،

حين يُصلب أيضًا معك كل بقية حياته،

وحين يستشهد من أجل اسمك القدوس!


 أنت تعرفني يا مخلصي أكثر مما أعرف عن نفسي.

أنت سند لي،

تحقق كل شهوات قلبي!

لتمتد يدك يا رب وتغسل قلبي كل يومٍ.

فلا تقدر فخاخ الشيطان أن تحوط بي.

ولن يقدر العدو أن يملك في داخلي.

يداك تشرقان بالنور عليّ،

فلن تستطيع مملكة الظلمة أن تتسلل إلي داخلي.

أبونا تادرس يعقوب ملطي

الطموح المعقول

الطموح المعقول
القس يوحنا باقى
بعد أنتصار نابليون فى أحد معاركه , اجتمع بمعاونيه قواد الحرب و سألهم ((ماذا تتمنون لأحقق لكم تمنياتكم )) إذ كان فرحاً بانتصاره و يريد مكافأة معاونيه . قال القائد البولاندى ((أريد أستقلال بولاندا)) أجاب نابليون نعم , و قال القائد الألمانى ((أريد بار خمور )). فأجاب(( نعم )) , و قال القائد التشيكوسلوفاكى ((أريد لأمتلاك قطعة أرض كبيرة )) فأجاب ((نعم ))و أما القائد اليهودى فطلب قطعة من الرنجة فأجاب(( نعم ))و لكن لم يحقق أى من الأمنيات السابقة إلا أمنية اليهودى لأنه طلب طلباً معقولاً و لم يغالى فى طلباته .
+ ما أجمل أن يكون لك طموحات و لكن ليتها تكون معقولة فتسعى فى تنفيذها و الله سيساعدك , و لكن إن كانت كبيرة جداً فسيصعب تحقيقها فيحاربك اليأس.
+ إن كان طموحك كبيراً فقسمه إلى أجزاء أو مراحل معقولة لتسعى إليه خطوة بخطوة , و لا تقف بالتمنيات دون العمل بل أقرن طموحك بالجهاد و التعب و إذ ينظر الله إلى تعبك يفرح و يكمله .
+ لا تحصر نفسك فى طموحات مادية فقط و لكن أهتم بالأحرى بخلاص نفسك وأسع فى تنمية محبتك نحو الله بتداريب محددة فى الصلوات و القراءات و الصوم والتوبة ...
+ و ليت أيضاً طموحاتك تمتد إلى عمل الخير , فتسعى للتعبير عن حبك نحو الأخرين تشجعيهم , لو بابتسامه أو بكلمة صغيرة و تساعدهم قدر ما تستطيع فيفرح قلبك و تفرح معهم .
فى شفتى العاقل توجد حكمة و العصا لظهر الناقص الفهم ( أم 13:10)

الآباء أكلوا الحصرم

يقول الرب: أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ. الخروج 20: 5

ما معنى الافتقاد، ولماذا لم يذكر الجيل الثاني، وما ذنب الابناء

للنواميس الطبيعية التي رسمها الخالق أحكامها الحازمة الحاسمة التي لا تجامل ولا تهاون، وفي نطاق هذه النواميس الطبيعية يرث الابن عن والديه أو عن أحدهما حركات وسكنات وسجايا وعادات، منها الكريم ومنها غير الكريم، طبقاً لطبيعة الشيئ الموروث، خيراً كان أو شراً

وقد سجلت قوانين الوراثة حقائق خطيرة جديرة بالتأمل في قدرة الخالق وحكمته، ﺇذ خطط النواميس الكونية في دقتها المرسومة التي تسير بمقتضاها قوانين الوراثة وغيرها من النواميس الطبيعية في هذا الوجود

فالافتقاد المقصود في الآية المذكورة: يقول الرب: أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ. الخروج 20: 5 كناية عن نتيجة تصرفات اﻹنسان التي يورثها لنسله من بعده، والتي تسجلها قوانين الوراثة وتضبط مسارها في غير مجاملة ولا مهادنة ولا ﺇنحياز

ولعل أبا العلاء المعري الشاعر والفيلسوف اﻹجتماعي المعروف، عندما أوصى تلاميذه بأن يكتبوا على قبره: هذا جناه علىﱠ أبي وما جنيت على أحد. كان ضمن ما يهدف ﺇليه من قولته المدوية هذه، اﻹشارة ﺇلى ما أصابه من نكبة فقد بصره، نتيجة لفساد في دمه موروث، عمل على ﺇفساد عينه، وهو لا يزال جنيناً في بطن أمه، فخرج من البطن ﺇلى الحياة الدنيا مجنياً عليه جناية كدرت عليه صفو الحياة، وقوله: ما جنيت على أحد. يشير ﺇلى أنه وهو عالم بأن جراثيم الفساد كامنة في دمه بالوراثة، لم يشأ أن يتسبب في ﺇيجاد نسل منه يرث عنه ما ورثه هو عن أبيه الذي تسبب في ولادته، فأحجم عن الزواج ﺇطلاقاً، ولم يجن بذلك على أحد

هذه هو المقصود باﻹفتقاد، ولا شك أن المسئولية الأدبية عن هذه الوراثة تقع على الوالد نفسه، لا المولود المجني عليه، الذي جنى على نسله بسوء تصرفه في الحياة، فحمله أعباء الآلام والأوجاع المكدرة لصفو حياته

وطبعاً لا يمكن أن ينسب ﺇلى الله جلت قدرته وحكمته، أنه هو تعالى المتسبب في تعكير صفو النسل الوارث عن والديه مساوئ الوراثة، بل المسئولية على المورث نفسه الذي استهان بالنواميس الطبيعية التي احتقرها وتصدى لها في غباء واستهتار لقوانينها الحازمة، فاصطدم بها وسبب لنسله الاصطدام بها

كما أنه لا شك في أن براءة النسل من الناحية الأدبية لا تعفيه من نتائج اﻹعتداء اﻹجرامي عليه، كما لو ألقى الوالد بطفله من أعلى ﺇلى أسفل فان براءة الطفل لا تعفيه من خطر الموت بأصطدامه بالأرض، أو ﺇذا ألقى به في النار فان براءته لا تعفيه من الحريق، أو في الماء تعفيه من الغرق

أما المورث نفسه فانه حين اصطدامه بناموس الوراثة يتحمل شخصياً مسئولية هذا الأصطدام: لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. رسالة يعقوب 1: 13 - 14

أما تحدي مدى الأفتقاد ﺇلى الجيل الثالث والرابع وعدم ذكره للجيل الثاني لأن الجيل الثاني هو الجيل التالي مباشرة للجيل الأول الوارث المباشر للمورث المجرم؟! وللقرب بينه وبين المورث المجرم، لهذا لا داعي لذكره، لأنه الوريث البديهي للمجني عليه الأول

أما تحديد مدى الافتقاد في الجيل الثالث الرابع، ﺇنما ذلك كحد أقصى لفترة الافتقاد، أي معاناة النسل لآثار الوراثة اﻹجرامية، بشرط كفاح النسل الوارث جيلاً بعد جيل، لمقاومة آثار الوراثة بالعلاج مع اﻹستقامة، وهذا التحديد ﺇنما هو من مراحم الله وحنانه اﻹلهي، وذلك ﻹيجاد المنقذ الكفيل باضعاف شكيمة الوراثة (ضعف سيطرتها والشكيمة هي الجزء المعدني من اللجام الذي يوضع في فم الحصان) الدنسة وضراوتها، وﺇلا فانه ﺇذا أهمل الوارث العلاج وتغاضى عن اﻹستقامة، فقد يتوالى الافتقاد فيتعدى هذين الجيلين الثالث والرابع وﺇلى الخامس والسادس، بل قد تصل الحالة ﺇلى الأمتداد أكثر فأكثر لكي تنتهي بالخراب والدمار والفناء

مع ملاحظة أن النسل وهو يرث نتائج الوراثة السيئة عن المورث الشرير، ﺇنما يكون نسلاً بريئاً من الناحية الأدبية (وقد أوضحنا أن براءة النسل لا تعفيه نتائج الوراثة، طبقاً لأحكام نواميس الوراثة الحازمة الحاسمة) وتأييداً لعدم المسئولية الأدبية بالنسبة للنسل البرئ المجني عليه بالوراثة، قال الرب: مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. حزقيال 18: 2 - 4

العلامة المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب 1930 - 1965 ميلادية

صلاة




يا ﺇله المحبة والسلام يا من وهبتنا المصالحة معك بأبنك الوحيد ﺇجعلني أن أكون رحيماً كما أنت رحيم. علمني أن أغفر للآخرين كما غفرت لي بسخاء وﺇذا أساء ﺇلىّ أحد أسامحه وأجتهد أن أجازي الشر بالخير

ﺇنزع مني كل حسيات الحقد واﻹساءة ﺇجعلني أن لا أتجاهل غلطاتي، ﺇمنحني صبراً على غلطات الآخرين لأني أنا نفسي عرضة للمؤاخذة والسقوط، ﺇنفخ فيّ من روح محبتك حتى تتملك كل عواطفي فأحب الجميع وأسالم الجميع فنعيش معاً في سلام ونقضي حياة هادئة مطمئنة بكل تقوى ووقار لنؤهل لمملكة السماء لأن لك الملك والقوة والمجد ﺇلى الأبد.. آمين

أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010