قصة-تمجيد-صور-معجزات فيديو الأنبا كاراس السائح

 
 
 

كتاب عن قصة حياة الانبا كاراس السائح




بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد
آمــــــــــــــين
سيــــــــــــــــــرة حيــــــــــــأة القــــــــــــــديس العــــــــظيم الانـــــــــــبا كاراس السائـــــــــح
معني الاسم :-
معني اسم كاراس : سيد أو سلطان وهو اسم فارسي أو عيلامي karas ينطق بالعربية: كـــــــــــــــــــــاراس وينطــــــــــق بالقبطية :Kapoc كاروس وينطق بالعبيرية : Koresh كورش وينطق باليونانيـــــة :ςΚυρο كيروس وينطق بالفارسية :Kursh كوروش وينطق بالانجليزية :Cyrus سيروس وينطق بالبابلية :Kurash كوراش
نشأة القديس انبا كاراس السائح
ولد قديسنا العظيم الأنبا كارس السائح في النصف الاول من القرن الخامس الميلادي بمدينة روما وعاش حتي اوئل القرن السادس الميلادي ومن المعتقد انه عاش حولي 95 سنة منهم 57 سنة متجولا في البرية ويعتبر قديسنا الانبا كاراس السائح من مشاهير السواح كان الانبا كارس السائح شقيقا للملك المحب لله الملك ثيؤدسيوس وكان كلاهما بارين , يصنعان صدقات كثيرة ,عاشوا في العالم دون ان يعيش العالم في قلوبهم ,كان حبهما لرب المجد القدوس اقوي من حبهم للعالم بكل ما فيه وهذا ان دل يدل علي انهما نشاءا في عائله مباركة تقية خائفة الله ,ربياهما علي الفضيلة والصلوات والاعمال الصالحة,فنشاءا علي المبادئ المسيحية المثلي كان الملك ثيؤدسيوس متزوجا وله اولادا يعيش في مخافة الله حياة مقدسة رغم مكانته العالمية ومركزه الكبير كملك وكان قديسنا الانبا كاراس في ذلك الوقت يفكر في قول رب المجد القدوس (ان اردت ان تكون كاملا فاذهب و بع املاكك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني) (مت 21:19 )
ويقول في نفسه ان كلمات الرب القدوس صادقة وانه من غيرالممكن ان اصل الي هذا الكمال وانا مازلت احيا بين الناس في العالم) ان كان سؤالك حسب مشيئه الله ومرضاته ,فلا تكف عن السؤال حتي تناله) ق.باسيليوس الكبير
 
القس بموا ينطلق إلى البرية:
كان في برية شيهيت قس قديس يسمى بموا وهو الذي كفَّن جسد القديسة إيلارية، ابنة الملك زينون المحب لربنا يسوع المسيح (474-491م). اشتهى هذا الأب أن يرى أحدًا من عبيد المسيح السُواح، فساعده الرب حتى دخل البرية الداخلية فأبصر كثيرين من القديسين. وكان كل منهم يعَّرفه عن اسمه والسبب الذي أتى به إلى هنا، أما هو فكان يسأل كلاً منهم قائلاً: "هل يوجد من هو أكثر توغُّلاً في البرية منكَ؟" فيجيبه: "نعم".
رواية الانبا بموا عن الانبا كاراس السائح ( تدبير الله ليعرف الناس قصة حياة الانبا كاراس السائح ) :-
يقول لنا أنبا بموا اعلموا يا اخوتي بما جرى في يوم من الأيام كنت جالساً في الكنيسة . فسمعت صوتاً يقول لي ثلاث مرات يا بموا يا بموا يا بموا . وهنا لفت انتباهي أن هذا الصوت من السماء وغير مألوف لدى إذ يناديني أحدا باسمي كثيراً . فرفعت عيني إلى السماء وقلت تكلم يا رب فإن عبدك سامع . فقال لي الصوت : قم يا بموا وأسرع عاجلاً إلي البرية الجوانية حيث تلتق بالأنبا كاراس فتأخذ بركته . لأنه مكرم عندي جداً أكثر من كل أحد لأنه كثيراً ما تعب من أجلي وسلامي يكون معك فخرجت من الكنيسة وسرت في البرية وحدي في فرح عظيم وأنا لست أعلم الطريق في يقين ثابت أن الرب الذي أمرني سوف يرشدني . ومضي ثلاثة أيام وأنا أسير في الطريق وحدي .
 
مقابلة الانبا بموا للانبا سمعان القلاع السائح :-
وفي اليوم الرابع وصلت لإحدى المغارات . وكان الباب مغلقاً بحجر كبير . فتقدمت إلي الباب وطرقته كعادة الرهبان وقلت أغابي ( محبة ) بارك علي يا أبى القديس وللوقت سمعت صوتاً يقول لي جيد أن تكون هنا يا بموا كاهن كنيسة جبل شيهيت الذي استحق أن يكفن القديسة الطوباوية إيلارية إبنة الملك العظيم زينون . ثم فتح لي الباب ودخلت وقبلني وقبلته ثم جلسنا نتحدث بعظائم الله ومجده . فقلت له يا أبى القديس هل يوجد في هذا الجبل قديس أخر يشبهك . فتطلع إلي وجهي وأخذ يتنهد ثم قال لي يا أبي الحبيب يوجد في البرية الجوانيه قديس عظيم العالم لا يستحق وطأة واحدة من قدميه وهو الأنبا كاراس . وهنا وقفت ثم قلت له: إذاً يا أبي من أنت ؟ فقال لي: أنا اسمي سمعان القلاع وأنا لي اليوم ستون سنة لم أنظر في وجه إنسان و أتقوت في كل يوم سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة علي هذا الحجر الذي تراه خارج المغارة و هذه الخبزة بنعمة المسيح تكفيني الي السبت الذي يليه. وبعد أن تباركت منه .
 
 
مقابلة الانبا بموا للانبا بلامون ( ابامود ) القلاع السائح :-
سرت في البرية ثانيةً ثلاث أيام بين الصلاة والتسبيح حتى وصلت إلي مغارة أخري كان بابها مغلقاً فقرعت الباب وقلت : بارك علي يا أبي القديس. فأجابني: حسناً قدومك إلينا يا قديس الله أنبا بموا الذي استحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية إبنة الملك زينون . أدخل بسلام فدخلت ثم جلسنا نتحدث وقلت له أني علمت أن في هذه البرية قديس أخر يشبهك . فإذا به يقف ويتنهد قائلاً لي: الويل لي أعرفك يا أبي أن داخل هذه البرية قديس عظيم صلواته تبطل الغضب الذي يأتي من السماء .هذا هو حقاً شريك للملائكة. فقلت له: وما هو اسمك يا أبي القديس ؟ فقال لي: اسمي أبامود القلاع ولي في البرية تسعة و تسعون سنة في مصدر اخر ذكر ( ان اسمه انبا بلامون و عاش في البرية تسعة و سبعين سنة و هذا هو الارجح ) وأعيش علي هذا النخيل الذي يطرح لي التمر وأشكر المسيح. وبعد أن باركني خرجت من عنده بفرح وسلام
 
مقابلة الانبا بموا للانبا كاراس السائح :-
وسرت قليلاً وإذا بي أجد أني لا أستطيع أن أنظر الطريق ولا أستطيع أن أسير وبعد مضي بعض الوقت فتحت عيني فوجدت نفسي أسير أمام مغارة في صخرة في جبل فتقدمت ناحية الباب وقرعته وقلت أغابي وللوقت تكلم معي صوت من الداخل قائلاً: حسناً أنك أتيت اليوم يا أنبا بموا قديس الله الذي أستحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية ابنة الملك زينون.فدخلت المغارة وأخذت أنظر إليه لمدة طويلة لأنه كان ذا هيبة ووقار. فكان إنسان منير جداً ونعمة الله في وجهه وعيناه مضيئتان جداً وهو متوسط القامة وذو لحية طويلة لم يتبقى فيها إلا شعيرات سوداء قليلة ويرتدي جلباباً بسيطاً وهو نحيف الجسم وذو صوت خفيف وفي يده عكاز. ثم قال لي: لقد أتيت اليوم إلي وأحضرت معك الموت لأن لي زمان طويل في انتظارك أيها الحبيب ثم قلت له ما هو اسمك يا أبي القديس ؟ فقال لي اسمي كاراس. قلت له وكم من السنين لك في هذه البرية ؟ فقال منذ سبع وخمسين سنة لم أنظر وجه إنسان وكنت أنتظرك بكل فرح واشتياق. ثم مكثت عنده يوماً وفي نهاية اليوم مرض قديسنا الأنبا كاراس بحمي شديدة وكان يتنهد ويبكى ويقول الذي كنت أخاف منه عمري كله جئني فيارب إلي أين أهرب من وجهك كيف أختفي حقاً ما أرهب الساعة كرحمتك يا رب وليس كخطاياي . ولما أشرقت شمس اليوم الثاني كان الأنبا كاراس راقداً لا يستطيع الحراك وإذ بنور عظيم يفوق نورالشمس يضئ علي باب المغارة ثم دخل إنسان منير جداً يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس . وفي يده اليمني صليب مضئ وكنت في ذلك الحين جالساً عند قدمي القديس كاراس وقد تملكني الخوف والدهشة وأما هذاً الإنسان النوراني فقد تقدم نحو الأنبا كاراس ووضع الصليب علي وجهه ثم تكلم معه كلاماً كثيراً وأعطاه السلام وخرج. فتقدمت إلي أبينا القديس الأنبا كاراس لأستفسر عن هذاً الإنسان الذي له كل هذاً المجد فقال لي بكل ابتهاج هذاً هو السيد المسيح وهذه هي عادته معي كل يوم يأتي إلي ليباركني ويتحدث معي ثم ينصرف فقلت له يا أبي القديس إني أشتهي أن يباركني رب المجد
فقال لي أنك قبل أن تخرج من هذاً المكان سوف تري الرب يسوع في مجده ويباركك ويتكلم معك أيضاً .
4- نياحة الانبا كاراس السائح :-
وفي اليوم التالي أي الثامن من أبيب اشتد المرض علي أبينا القديس الأنبا كاراس وفي منتصف هذاً اليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ودخل إلينا مخلص العالم وأمامه رؤساء الملائكة ذو الستة أجنحة و أصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحة بخور. وكنت جالساً عند قدمي الأنبا كاراس فتقدم السيد المسيح له المجد وجلس عند رأس القديس الأنبا كاراس الذي أمسك بيد مخلصنا اليمني وقال له من أجلي يا ربي وإلهي بارك عليه لأنه قد أتي من كوره بعيدة لأجل هذاً اليوم فنظر رب المجد إلي وقال سلامي يكون معك يا بموا الذي رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لأجل الانتفاع به. 6- وعد رب المجد للانبا كاراس قبل نياحته :-
أما أنت يا حبيبي كاراس:-
1-- فكل إنسان يعرف سيرتك ويذكر أسمك علي الأرض فيكون معه سلامي وأحسبه مع مجمع الشهداء والقديسين.
2- وكل إنسان يقدم خمراً أو قرباناً أو بخوراً أو زيتاً أو شمعاً تذكاراً لأسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوت السموات
3- ومن يشبع جائعاً أو يسقي عطشاناً أو يكسى عرياناً أو يأوي غريباً باسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوتي
4- ومن يكتب سيرتك المقدسة أكتب أسمه في سفر الحياة
5- ومن يعمل رحمة لتذكارك أعطيه ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر علي قلب بشر
والآن يا حبيبي كاراس أريدك أن تسألني طلبة أصنعها لك قبل انتقالك. فقال له الأنبا كاراس لقد كنت أتلو المزامير ليلاً ونهاراً وتمنيت أن أنظر داود النبي وأنا في الجسد. وفي لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره ( هذاً هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به ). فقال الأنبا كاراس إنني أريد أن أسمع العشرة دفعه واحدة والألحان والنغمات معا فحرك داود قيثارته وقال كريم أمام الرب موت أحبائه وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس في ابتهاج عظيم إذ بنفس القديس تخرج من جسده المقدس إلي حضن مخلصنا الصالح الذي أخذها وأعطاها لميخائيل رئيس الملائكة ثم ذهبت أنا بموا وقبلت جسد القديس كاراس وكفنته فأشار لي الرب بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بتراتيل وتسابيح أمام نفس القديس وتركنا الجسد في المغارة ووضع رب المجد يده عليها فصارت وكأن ليس لها باب قط وصعد الكل إلي السماء بفرح. وبقيت أنا وحدي واقفاً في هذاً الموضع حتى غاب عني هذاً المنظر الجميل وعندما فتحت عيني وجدت نفسي أمام مغارة الأنبا أبامود ( بلامون ) القلاع فمكثت عنده ثلاثة أيام ثم تركته وذهبت إلي الأنبا سمعان القلاع ومكثت عنده ثلاثة أيام أخرى ثم تركته ورجعت إلي جبل شيهيت حيث كنيستي. وهناك قابلت الإخوه كلهم وقلت لهم سيرة القديس الطوباوي الأنبا كاراس السائح العظيم
بركه الأنبا كاراس السائح وجميع القديسين الذين ذكرت أسمائهم فلتكون معنا جميعاً
أمين.

تمجيد القديس الأنبا كاراس السائح
1- سمع الانبا بموا ثلاثة مرات الصوت اسرع للبرية بنيوت آفا كاراس
فمشيت في البرية حائر في السيرة دية سيرة بر نقية بنيوت آفا كاراس
2- طلبت ارشاده اهديني بصلاته لاعرف حياته بنيوت آفا كاراس
فمضي ثلاثة ايام وانا ساير في الطريق ابحث عن القديس بنيوت آفا كاراس
3- فوجدت مغارة فقرعت بجسارة لاعرف من فيها بنيوت آفا كاراس
فقلت اغابي فاجابني بصوت حاني فقال لي يا مبارك بنيوت آفا كاراس
4- فقال لي ابي القديس جيد تكون هنا يا بموا كاهن شيهيت بنيوت آفا كاراس
يا مكفن ايلارية القديسة الطوباوية ابنة الملك زينون بنيوت آفا كاراس
5- فسالته عن اسمه فقال سمعان القلاع فسالته عن القديس بنيوت آفا كاراس
يوجد قديس عظيم لم تستحق الارض وطأة من قدميه بنيوت آفا كاراس
6- فاذن لي بالخروج بعد صلاة وتسبيح لابحث عن القديس بنيوت آفا كاراس
فسرت ثلاث ايام اخري كانت بتمام فوجدت مغارة بنيوت آفا كاراس
7- فقرعت علي بابها لاعرف صاحبها فكان بامود القلاع بنيوت آفا كاراس
فقال ابي القديس مبارك يا بيموا يا مكفن ايلارية بنيوت آفا كاراس
8- حدثني عن القديس بصلاته القوية يبطل غضب السماء بنيوت آفا كاراس
فخرجت من عنده بعد البركة منه وسرت قليلا بنيوت آفا كاراس
9- تعبت من المسير فوقفت قليلا حتي استريح بنيوت آفا كاراس
وبعد مضي وقت اذ بي اري طريق في مغارة اخري بنيوت آفا كاراس
10- فقلت اغابي فتكلم بصوت حاني ادخل يا مبارك بنيوت آفا كاراس
فدخلت المغارة كان بهيبة ووقار وعينه مضيئتان بنيوت آفا كاراس
11- فسالته عن اسمه فكان الانبا كاراس سبعة وخمسين سنة بنيوت آفا كاراس
لما اشرقت الشمس كان راقدا الانبا كاراس لا يقدر الحراك بنيوت آفا كاراس
12- فاذ بنور عظيم علي باب المغارة فدخل انسان منير بنيوت آفا كاراس
فكان هو المسيح له مجد وتسبيح فجلس بجوار رأسه بنيوت آفا كاراس
13- فوعد الله بوعود لحبيبه الانبا كاراس تبهر كل محتاج بنيوت آفا كاراس
فقال اطلب مني يا ابني حبيبي كاراس قبل نياحتك فتجاب بنيوت آفا كاراس
14- فقال رؤية داود بالمزمار والقيثار علي العشرة اوتار بنيوت آفا كاراس
فظهر داود البار بالمزمار والقيثار علي العشرة اوتار بنيوت آفا كاراس
15- اخذ الرب روحه وضمها لصدره واعطاها لجند الرب بنيوت آفا كاراس
وعده الرب كل من يطلب بصلاته يجاب في طلباته بنيوت آفا كاراس
16- اطلب عنا من الرب يا حبيب مخلصنا يرعانا ويحرسنا بنيوت آفا كاراس
يا عظيم في جهادك يا قوي في صلاتك اذكرنا في صلاتك بنيوت آفا كاراس
17- سيرتك ملائكية عظيمة وبهية مصباح للبرية بنيوت آفا كاراس
اذكر كاتب المديح ليغفر له المسيح بصلاة ابينا القديس بنيوت آفا كاراس
تفسير اسمك في افواه كل المؤمنين الكل يقولون يا اله انبا كاراس اعنا اجمعين
<!--[if !supportLineBreakNewLine]--> <
 
مديح الأنبا كاراس
 

 
معجزات لانبا كاراس علي لسان ابونا شنوده بالمعادي

 

 
 
ربنا موجود معجزات الانبا كاراس السائح1
 
 
 
 
 
ربنا موجود عن معجزات الانبا كاراس السائح 2
 

 
ربنا موجود عن معجزات الانبا كاراس السائح3
 
 

ربنا موجود عن معجزات الانبا كاراس السائح 4
 
 

ربنا موجود عن معجزات الانبا كاراس السائح 5

 
 

 
 
ربنا موجود عن معجزات الانبا كاراس السائح 6
 
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
للقديس الانبا كاراس السائح
 
 
للقديس الانبا كاراس السائح
 
 
للقديس الانبا كاراس السائح
 
 
للقديس الانبا كاراس السائح
 
 
 
للقديس الانبا كاراس السائح
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
حاجة صديق الملائكة الأنبا كاراس

عندما ترتقى الانسانية و تصل إلى اجمل معانيها



photo
هذة القصة حصلت في أمريكا ويقول راويها:
كنا في حفل عشاء مخصص لجمع التبرعات لمدرسة للأطفال ذوي الإعاقة ، فقام والد أحد التلاميذ وألقى كلمة لن ينساها أحد من الحضور ما دام حياً
وبعد أن شكر المدرسة والمسئولين عنها طرح السؤال التالي:
حين لا تتأثر الطبيعة بعوامل خارجية فإن كل ما يأتي منها يكون عين الكمال والإتقان.
لكن ابني "!!!!" لا يمكنه أن يتعلم الأشياء بنفس الطريقة التي يتعلمها بها الأطفال الآخرين الذين لا يعانون من الإعاقة، فلا يمكنه فهم الموضوعات التي يفهموها
فأين النظام المتقن في الكون فيما يتعلق بابني؟ وبهت الحاضرون ولم يجدوا جواباً.
وأكمل الأب حديثه: أعتقد أنه حين يقدم إلى الدنيا طفل مثل ابني يعاني من عجز في قدراته الجسمانية والعقلية،
فإنها تكون فرصة لتحقيق مدى الروعة والاتقان في الطبيعة البشرية،
ويتجلى هذا في الطريقة التي يعامل بها الآخرون من هم في نفس ظروف ابني
ثم قص علينا القصة التالية:
مررت أنا وابني بملعب حيث كان عدد من الأولاد الذين يعرفون ابني يلعبون لعبة البيسبول (ولمثلي ممن لا يعلمون عن هذه اللعبة فأعلى درجة من النقاط يتم تحقيقها بمرور اللاعب على أربع نقاط حول الملعب راجعاً للنقطة الأم التي بدأ منها) وسألني ابني "هل تعتقد أنهم س;وف يسمحون لي باللعب؟ وكنت أعلم أن أغلب الأولاد لن يرغبوا في وجود شخص معاق مثل ابني في فريقهم. ولكني كأب كنت أعلم أنه إن سمحوا لابني باللعب، فإن ذلك سوف يمنحه الإحساس بالانتماء وبعض الثقة في أن الأولاد الآخرين يتقبلوه رغم اعاقته واقتربت متردداً من أحد الأولاد في الملعب وسألته (ولم أكن اتوقع منه الكثير)، إن كان يمكن لابني "!!!!" أن يلعب معهم. ودار الولد ببصره، ثم قال نحن نخسر بستة جولات، واللعبة في دورتها الثامنة أعتقد أننا يمكن أن ندخله في الدورة التاسعة ونعطيه المضرب وتهادى ابني "!!!!" بمشيته المعوقة إلى دكة الفريق، ولبس فانلة الفريق بابتسامة واسعة على وجهه وراقبته بدمعة فرح رقيقة والشعور بالدفء يملأ قلبي ورأى الأولاد مدى فرحي بقبولهم لابني وتحسن وضع فريق ابني خلال الجولة الثامنة ولكن بقي الخصم متفوقاً عليهم بثلاثة جولات ومع بدء الجولة التاسعة اعطوا ابني قفازاً ولعب في أيمن الملعب، ورغم أن الكرة لم تأت عنده إلا أن سعادته وحماسه كانا واضحين لمجرد وجوده باللعبة واتسعت ابتسامته لأقصى حد وأنا ألوّح له من وسط المشجعين. وأحرز فريق ابني نقاط إضافية وتقلص الفارق إلى نقطتين، مما جعل الفوز ممكنا وكان الدور على ابني ليمسك بالمضرب، فهل تتوقعوا أن يعطوه المضرب ويضيعوا فرصتهم في الفوز؟ أعطوه الأولاد المضرب، رغم أن الكل يعرفون أنه من المستحيل أن يحرز نقاط الفوز، حيث انه لا يمكنه حتى أن يمسك المضرب بصورة سليمة، ويكاد يستحيل عليه ضرب الكرة بصورة متقنة ولكن مع تقدمه لدائرة اللعب وإدراك لاعب الخصم أن فريق ابني "!!!!" يضحي بالفوز لهدف أسمى، وهو إسعاد وإثراء حياة ابني بهذه اللحظة التي لا تتكرر، قدم مفاجأة أكبر فتقدم عدة خطوات وألقى الكرة برفق لابني حتى يتمكن على الأقل من لمسها بمضربه وحاول ابني ضرب الكرة ولكنه لحركته المعاقة فشل وخطا مدافع الخصم خطوات اضافية مقترباً من ابني ورمى الكرة برفق بالغ نحو ابني وضرب ابني الكرة بضعف وردها لخصمه الذي تلقفها بسهولة وتوقعنا أن هذه نهاية المباراة وتلقف المدافع من الفريق الخصم الكرة بطيئة الحركة وكان يمكنه أن يمررها لزميله في النقطة الأولى وكان ذلك سيجعل ابني يخرج من المباراة التي تنتهي بهزيمة فريقه وبدلاً من ذلك رمى المدافع الكرة فوق رأس زميله بعيداً عما يمكن أن يطوله أي من أعضاء فريقه وبدأ الكل يصيح مشجعاً من مشجعي الفريقين ومن لاعبي الفريقين : اجر يا "!!!!" اجر إلى النقطة الاولى وكانت هذه أبعد مسافة يجريها ابني، واستطاع بصعوبة أن يصل للنقطة الأولى وترنح في طريقه على خط الملعب، وعيناه واسعتين حماساً وارتباكاً وصرخ كل من كان في الملعب اجري إلى النقطة الثانية، ووصل ابني إلى النقطة الثانية لأن لاعب الخصم بدلاً من أن يعوقه كان يعدل اتجاهه بحيث يصل للنقطة الثانية وهو يشجعه اجري يا "!!!!" للنقطة الثانية ! وكان الجميع يصرخون اجري اجري يابطل حتى 5 جري حتى النقطة الثالثة والتقط ابني أنفاسه وجرى بطريقته المرتبكة نحو النقطة الثالثة ووجهه يشع بالأمل أن يواصل طريقه حتى يحقق لفريقه النقطة الكبرى وحين اقترب ابني من النقطة الثالثة كانت الكرة مع أحد لاعبي الخصم وكان أصغر عضو في الفريق ولديه الآن في مواجهة ابني الفرصة الأولى السهلة ليكون بطل فريقه بسهولة ويلقي بالكرة لزميله ولكنه فهم نوايا زميله المدافع فقام بدوره بإلقاء الكرة عالياً بحيث تخطت زميله المدافع عن النقطة الثالثة وجرى ابني نحو النقطة الثالثة وهو يترنح في حين أحاطه الآخرين راسمين له الطريق إلى نقطة الفوز وكان الجميع يصرخون اجري اجري يابطل حتى النهاية وبعد ان تخطي الثالثة وقف المتفرجين حماساً وطالبوه بأن يجري للنقطة الرابعة التي بدأ منها! وجرى ابني حتى النقطة الرابعة التي بدأ منها وداس على الموقع المحدد وحياه كل الحضور باعتباره البطل الذي أحرز النقطة الكبرى وفاز لفريقه بالمباراة في ذلك اليوم، أضاف الأب والدموع تنساب على وجنتيه ساعد الفتيان من كلا الفريقين في إضافة شعـاع من النور يعبرعن الحب الصادق والإنسانية إلى هذا العالم. ولم ير ابني الصيف التالي، حيث وافاه الأجل في ذلك الشتاء، ولكن لم ينس حتى آخر يوم في حياته أنه كان بطل المباراة مما ملأني بالفرح وبعد أن رأيته يعود للمنزل وتتلقاه أمه بالأحضان والدموع في عينيها فرحة بالبطل الرياضي لذلك اليوم! انتهت القصة والآن لدينا تعليق قصير عليها: يلاحظ أننا كلنا نرسل آلاف النكات عبر بريدنا الا لكتروني دون أن نفكر لحظة واحدة أما حين يأتي الأمر لإرسال رسائل حول الاختيارات ما بين البدائل في الحياة فإن الكثير من الناس يتردد ويفكر فيمن يرسلها له ومن لا يرسلها ونلاحظ أن الرسائل الفجة والسوقية وحتى الداعرة تنتقل عبر الفضاء الالكتروني بحرية، لكن المناقشات العامة حول السلوك القويم غالباً ما يتم قمعها حتى في مدارسنا ومواقع عملنا (احنا جايين نتعلم/ احنا جايين نشتغل مش جايين نصلح الكون وأمثال ذلك)   يصادف كل منا آلاف الفرص كل يوم أن نضبط التنظيم الطبيعي الرائع للأشياء وتوفر لنا الكثير من المعاملات التي تبدو قليلة الأهمية أن نختار ما بين بديلين: هل سنقدم شعاع النور الممتلىء بالحب والإنسانية أم سنترك الفرصة تضيع ونترك العالم أكثر برودة عما كان؟ هناك مقولة لحكيم ذكر أن المجتمعات تقاس بمدى رقي/ عدم رقي طريقة معاملتها للأقل حظاً من أبنائها الآن
لديك خياران 
1- أن تقوم بمسح هذا البريد الالكتروني 
2- أن ترسله لغيرك لعل الله يجعل يومك مشرقاً بالعطاء ومراعاة الأقل حظاً

بولس الرسول


 
بولس الرسول
إننا نعرف عن هذا الرسول وعن نشاطه الكرازي،أكثر مما نعرف عن أي رسول أخر وذلك بفضل ما دونه عنه القديس لوقا في سفر الأعمال وبفضل رسائله التي كتبها...
ولد في طرسوس عاصمة ولاية كيليكية  جنوبي شرق أسيا الصغرى ومن أبوين يهوديين من سبط بنيامين كانت ولادته عقب مولد المسيح بسنوات قليلة فقد ولد حوالي سنة 5أو6...
سمي بالاسم العبراني شاول علي اسم أحد ملوك إسرائيل كان أيضا من سبط بنيامين.كما دعي أيضا بولس وهو اسم روماني فقد كانت أسرته تتمتع بحقوق المواطنة الرومانية –وإن كنا لا نعرف كيف ولماذا... ذكرت عدة أسباب لتسميته بولس، لكننا نستبعد أن هذا الاسم أطلق عليه بعد إيمان الوالي سرجيوس بولس في قبرص...
كانت هناك عادة منتشرة أن يحمل الشخص اسمين،أحدهما عبراني والأخر يوناني أو روماني،والأمثلة علي ذلك كثيرة في العهد الجديد..كان أبوه فريسيا ً فنشأ متحمساً لشريعة آبائه...تلقي تعليمه الديني في أورشليم في مدرسة غمالائيل (الأول )وهو أعظم معلمي اليهود في زمانه.ويبدو أن بولس أتي إلي أورشليم حدثاً وهكذا نستنتج من قوله "ربيت مؤدبا عند رجلي غمالائيل "(أع 22:3).................
كان لبولس إلمام كبير بالثقافة اليونانية واللغة اليونانية بفضل البيئة الهيلينية التي نشأ وترعرع فيها في طرسوس وكان يجيد اليونانية إجادة تامة،ويظهر ذلك من أسلوبه في حديثه ورسائله ووقوفه علي بعض آداب الديانة الوثنية وأقوال فلاسفتها وشعرائها واستشهاده بها.كما كان يجيد العبرية الفصحى بالإضافة إلي الآرامية وهي العبرية الدرجة حتي أنه أثار دهشة سامعيه في الهيكل (أع 2:22) وهكذا جمع بولس في شخصه
اليهودية والهيلينية والرومانية، بما أهله أن يصبح رسول للعالم أجمع... وإلي جانب هذه الثقافة تعلم صناعة الخيام –حسب تقليد معلمي اليهود – حتي ما تكون عونا له في مواجهة الحياة ومصاعبها،إذا تطلب الأمر.
نلتقي ببولس أول ما نلتقي في كتاب العهد الجديد – في حادث رجم استفانوس،إذ كان يحرس ثياب الراجمين،وبعد هذا الحادث،يبرز بولس كأكثر مضطهدي الكنيسة حركة ونشاطاً فما أن إنتهي من أعماله التخريبية الانتقامية في أورشليم،حتي قصد دمشق مزوداً بسلطان من رؤساء الكهنة لكي ينزل الاضطهاد بالمؤمنين هناك.

إهتداؤه للمسيحية:

أما إهتداؤه للمسيحية فكان عند مشارق دمشق،حينما أعلن له الرب يسوع ذاته وأرشده إلي ما ينبغي أن يفعله. بعد هذه الرؤيا،كان هو مفتوح العينين لا يبصر. فاقتادوه إلي داخل دمشق وظل صائما ثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب....وفي نفس الوقت أعلن الرب إلي حنانيا أسقف دمشق في رؤيا خبر شارل وأمره أن يذهب إليه وعين له مكانه...
ذهب حنانيا ووضع عليه يديه فامتلأ من الروح القدس ووقع من عينيه شئ كأنه قشور فأبصر في الحال وقام وامتلأ من الروح القدس حتي تحول من مضطهد إلي مجاهد،ومن يهودي متعصب لبني جنسه إلي رسول عملاق يريد أن جميع الناس يخلصون وإلي معرة الحق يقبلون " وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أن هذا هو ابن الله "(أع 20:9)
بعد ذلك أمضي بولس ثلاث سنوات في العربية،وهي الصحراء المقابلة لدمشق شرقاً (غل 17:1، 18) انطلق إلي العربية – ليس في مهمة تبشيرية كما يعتقد  يوحنا ذهبي الفم – بل كان غرضه الأساسي في هذه الخلوة هو التأمل والصلاة ودراسة أسفار العهد القديم بروح جديدة علي ضوء بركات العهد الجديد.
ولا شك أن هذه السنوات الثلاثة هي مقابل السنوات الثلاث التي أمضاها التلاميذ في الإعداد والتلمذة للرب يسوع.....وهناك في الخلوة أمكنه أن يدرس التناقض العجيب بين الحرف الذي يقتل والروح الذي يحي....وبين خدمة الموت وخدمة الروح (2كو 6:3-9)
وقد قبل الكثير من هذه الحقائق بواسطة الإعلانات الإلهية...."وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به ليس بحسب إنساني،لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته بل بإعلان يسوع المسيح "(غل 11:10، 12)
بعد ثلاث سنوات من إيمانه –أي من سنة 40 تقريباً إلي استشهاده في سنة 67أو 68 – قام بولس بثلاث رحلات تبشيرية كبيرة إلي جانب بعض رحلات صغيرة أخري وزار أورشليم خلالها خمس مرات،وأمضي أكثر من أربع سنوات أسيراً في قيصرية روما....
ونلاحظ أن القديس بولس اتخذ إنطاكية عاصمة سوريا آنذاك قاعدة لرحلاته التبشرية وأصبحت كنيستها الكنيسة الأم لكنائس الأمم،
ينطلق منها التبشير ويعود إليها.وفي نفس الوقت احتفظ بصلاته بكنيسة أورشليم التي كانت بمثابة الكنيسة الأم لكنائس الختان......
ويمكن دراسة هذه الفترة علي النحو التالي :

1- الفترة من سنة 40 إلي سنة 44م:

بعد أن عاد بولس من خلوته في العربية،بدأ خدمته العامة...بدأها بغيرة زائدة في دمشق،مبشراً بالرب يسوع،في نفس المكان الذي اقتبل فيه الإيمان ودعي للعمل...
أثار نشاطه وخدمته حفيظة اليهود،حتي أنهم استعدوا عليه والي دمشق العربي الحارث الذي شدد في حراسة أبواب المدينة بقصد القبض عليه.
لكن الإخوة المؤمنين دبروا أمر هربه بأن دلوه من طاقة في سل بواسطة الحبال (أع 23:9-25، 2كو11:32، 33)
بعد ثلاث سنوات صعد إلي أورشليم ليتعرف ببطرس ومكث معه خمسة عشر يوماً.
وقد التقي في هذه المرة بيعقوب أخي الرب (غل 19:1)...وقد قدمه بر نابا إلي التلاميذ الذين كانوا في بادي الأمر خائفين منه.
لكن لما سمعوا بالطريقة التي أمن بها،كانوا يمجدون الله لأن الذي كان يضطهدهم قبلاً صار يبشر بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه (أع 26:9، 27؛ غل 18:1-24 )...
وفي هذه الزيارة الأولي إلي أورشليم أعلنت له رؤيا من الرب يسوع في الهيكل،وقال له :إسرع واخرج عاجلاً من أورشليم لأنهم لا يقبلون  شهادتك عني...اذهب فإني سأرسلك إلي الأمم بعيداً "(أع 17:22)... وقد دبر اليهود مؤامرة لقتله.....
لكن الأخوة أرسلوه غلي قيصرية ومنها إلي طر سوس.وظل فيها حتي جاءه برنابا وطلب منه الاشتراك معه في الخدمة في إنطاكية،فذهب معه وظل يخدم فيها لمدة سنة كاملة (أع 25:11، 26)
لكنه بسبب المجاعة التي كانت وشيكة الوقوع – والتي تنبأ عنها النبي أغابيوس –ذهب سنة 44- خلال السنة التي أمضاها بأنطاكيا –إلي أورشليم ومعه برنابا،حاملا ًتقدمة المسيحين في إنطاكية لمساعدة إخوتهم اليهود...وقد تمت هذه الزيارة في الظروف التي قتل فيها يعقوب الكبير ابن زبدي،وسجن بطرس...
ونلاحظ أن جزءا ً كبيراً من السنوات الأربع الخاصة بهذه الفترة صرفت في أعمال تبشيرية في طرسوس

2- الرحلة التبشرية الأولي (سنة 45-سنة 50):

بدأ بولس رحلته التبشيرية الكبرى الأولي مصحوباً ببرنابا  ومرقس بإعلان الروح القدس بلسان الأنبياء في كنيسة أنطا كية (أع 1:13،2)...
انحدر بولس وبرنابا ومرقس إلي سلوكية ميناء أنطا كية علي البحر المتوسط،وأقلعوا منها بحراُ إلي قبرص...اجتاز جزيرة قبرص،وانتقلوا منها إلي أسيا الصغرى.
لكن مرقس فارقهما في برجة بمفيلية ورجع إلي أورشليم لأسباب لا نعلمها....
ولعل أهم الأحداث في هذه الرحلة الأولي هي إيمان والي قبرص الروماني سرجيوس بولس،وتوبيخ ومعاقبة عليم الساحر اليهودي، والنجاح الذي صادفه التبشير بالإنجيل في أنطا كية بيسيدية، ومقاومة اليهود وشفاء الرجل المقعد من بطن أمه في لسترة ومحاولة الناس عبادتهم والذبح لهما هناك.
ثم التحول المفاجئ لهذه المشاعر إلي كراهية لهما كأعداء للآلهة بسبب تحريض اليهود،وما ترتب علي ذلك من رجم بولس في لسترة وهربه هو وبرنابا من الموت وعودتهما المظفرة إلي أنطا كية (أع14،13)..
وتنتهي هذه الفترة بالمجمع الرسولي الأول الذي عقد في أورشليم سنة 50.

3- الرحلة التبشرية الثانية (سنة 51- سنة 54 ):

 بعد الانتهاء من مجمع أورشليم بدأ بولس رحلة ثانية كبيرة سنة 51كانت تهدف إلي تبشير اليونانيين،وأخذ معه سيلا..وبعد أن زار بولس الكنائس التي أسسها قبلا،انطلق يرافقه سيلا تيموثاوس الشاب الذي كان قد أمن  حديثاً.اجتازوا أقاليم فريجية وغلاطية،ومنعهم الروح القدس من أن يتكلموا بالكلمة في أسيا
انحدر إلي تراوس،وهناك ظهرت فلبولس رؤيا في الليل – رجل مكدوني قائم يطلب إليه ويقول :"اعبر إلي مكدونية وأعنا"  فكان هذا إعلان من الله بالإطلاق إلي بلاد اليونان لتبشيرها (أع 9:16، 10)
كرز بالإنجيل أولاً بنجاح كبير في فيلبي حيث أمنت ليديا بائعة الأرجوان وحافظ السجن....وفيها سجن بولس وسيلا.وبمعجزة انفتحت أبواب السجن وخرجا منه (أع 16)...
بعد ذلك قصدا إلي تسالونيكي،وهناك قاومه اليهود واضطهدوه لكنه وراءه كنيسة مزدهرة...وفي البرية اظهر اليهود غيرة عظيمة،إذ قبلوا الكلمة بكل نشاط (أع 17)...
ثم ذهب بولس وسيلا إلي أثينا مركز الأدب القديم والفلسفة.وهناك التقي بولس ببعض الفلاسفة الأببيقويين والرواقيين. هناك في الأريوس الواقع علي تل مارس – كشف لهم بكل حكمة عن الإله المجهول، الذي كانوا يتقونه وهم يجهلونه  وأقموا له مذبحاً (أع 17)...وإن كان بولس ينجح نجاحا ملموساً
في أثينا مهد الفلسفة لأنهم استهزأوا به،لكن دعوته للإيمان أثمرت في نفر قليل منهم ديوناسيوس الأريوباغي – الذي صار أسقفا ً علي أثينا فيما بعد – وامرأة تدعي دامرس (أع 34:17) ....
لكن سرعان ما ازدهرت المسيحية في تلك البلاد فيما بعد بفضل البذار التي بذرها هذا الكارز العظيم...
مضي بولس في كورنثوس سنة ونصف،استطاع خلالها – في ظروف قاسية جداً من الإنحلال الخلفي – أن يؤسس فيها كنيسة بقوة كلمة الله، وأنقذ إليها بعد ذلك رسالتين من أكثر رسائلة أهيمة.
وفي ربيع سنة 54 عاد بولس إلي أنطا كية ماراً بأفسس وقيصرية وأورشليم...وفي خلال هذه الفترة كتب رسالته إلي التسالونيكيين.

4- الرحلة التبشيرية الثالثة (سنة 54-58):

في أواخر سنة 54 قصد بولس أفسس وكانت أنذاك المدينة الأولي في أسيا حيث معبد الآلهة ديانا (أرطاميس ) ومكث بها ثلاث سنوات،جاعلاً منها قاعدة عمله الكرازي ( أع 20:31)...بعد ذلك زار للمرة الثانية الكنائس
التي أسسها في مكدونية أخائية،وأمضي ثلاثة أشهر في كورنثوس ومجاوراتها.... وقد كتب في هذه الفترة رسائله العقيدية إلي كنائس غلاطية ورومية.

5- فترة أسره في قيصرية،وأسرة الأول في روما (سنة 58-63)

وتشمل هذه الفترة مدة أسر بولس مرتين بما فيها فترة الشتاء التي تخللت الاثنين،والتي سافر فيها من قيصرية إلي روما...
في ربيع سنة 58سافر بولس للمرة الخامسة والأخيرة إلي أورشليم ماراً بفيلي وتراوس وميلتتس (حيث التقي فيها بكهنة أفسس (  أع 20 ) وصور وقيصرية،حاملاً معه إلي فقراء اليهودية – معونة مؤمني بلاد اليونان.... ولكن بعض اليهود المتعصبين الذين يمقتونه دبروا ثورة ضده في مناسبة عيد الخمسين، واتهموه بتدنيس الهيكل بإدخال يونانيين إليه وجروه خارج الهيكل حتي لا يدنسوه بدهم...وكانوا سيقتلونه لا محالة،لولا تدخل الضابط الروماني ليسياس، الذي كان علي مقربة من المكان...وشغف له في هذا الموقف حقوق المواطنة الرومانية التي كان يتمتع بها، فأنقذه هذا الضابط من ثورة الدهماء، وأوقفه في اليوم التالي  أمام السنهدوين. وبعد جلسة غير مجدية،وبعد اكتشاف مؤامرة للفتك به،
أرسله ليساس تحت حراسة قوية إلي فيلكس الوالي الروماني في قيصرية ومعه شهادة تثبت براءته (أع 26-21).
بقي بولس أسيراً في قيصرية لمدة سنتين كاملتين (58-60) –في انتظار محاكمته...
وأما فستوس الوالي الروماني الذي خلف فيلكس سنة 60 طلب بولس كمواطن روماني أن ترفع دعواه إلي قيصر،فرافق الوالي علي ذلك.
وهكذا عمل بولس علي إتمام إرادة الله المعلنة له بأن يبشر روما عاصمة العالم القديم بمخلص العالم كله (أع 11:23)....
وبعد أن دلل علي براءته أكثر من مرة وشهد للمسيح أمام فستوس والملك هيرودس أغريباس الثاني وكل وجوه قيصرية،أرسل في خريف سنة 60 مخفوراً إلي روما.
كانت رحلة قاسية،تحطمت فيها السفينة التي كان يستقلها بفعل العواصف،وأمضي الشتاء في جزيرة مالطة. وفي مارس سنة 61وصل بولس إلي روما...وصلها أسيراً...أسير يسوع المسيح. لكنه كان في حرية وقوة أكثر من الإمبراطور الجالس علي عرشه...
كانت السنة السابعة لتملك نيرون الطاغية....
في روما أمضي بولس علي الأقل سنتين حتي ربيع سنة 63 في حياة سهلة،منتظراً الفصل في قضيته.
لقد أقام تلك الفترة في مسكن خاص استأجره.ولعل ذلك راجع إلي أن تقرير الوالي الروماني فستوس كان في صالحه. وباء عليه فقد منح الأسير بولس حرية أكثر من بقية السري....فحددت أقامته،لكن كانت له الحرية أن يستقبل من يشاء، غير أنه كان له حارس يلازمه وهو موثق بسلاسل....
وفي خلال تلك الفترة بشر بولس جميع الذين كانوا يدخلون إليه بكل مجاهرة بلا مانع (أع 30:28، 31 ).....
ابتدأ باليهود لكن تعصبهم أعمالهم فلم يقبلوا بشارته.اتصل به المسيحيون الذين كانوا في روما وضواحيها.وقد كان لكلامه تأثير حتي في الجنود الذين يتناولون حراسته (في 12:1، 13)
وعلي الرغم من قيوده فقد وصل نشاطه إلي موظفي البلاط الإمبراطوري،فكسب بعضهم وأدخلهم غلي حظيرة الإيمان  
وحمل تحياتهم غلي الإخوة الذين في فيلبي (في 22:4)....هكذا تمم بولس –علي الرغم من قيوده –عمله الرسولي نحو الرب والكنيسة، مثبتاً عملياً أن  كلمة الله لا تفيد أبداً...وفي هذه الفترة كتب رسالته إلي كولوسي وفيلمون وفيلبي.

6- الأسر الثاني في روما:

يتوقف القديس لوقا كاتب سفر الأعمال في سرده لجهود بولس الرسول التبشيرية عند ربيع سنة 63ولا يمدنا بمعلومات أخري عن حياته بعد ذلك التاريخ....
لكن ليس معني هذا أن رسالة بولس انتهت عند هذا الحد الذي ختمه لوقا بقوله :"كارزاً بملكوت الله ومعلماً بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع "(أع 31:28)....ولم يذكر لوقا شيئاً عن استشهاد بولس أو نهاية حياته....
هناك تساؤلات كثيرة،أثير حولها جدل كبير،لم يصل المؤخرون وكبار مفسري الكتاب المقدس إلي رأي موحد إزاءها، وهي تختص بحياة بولس وجهوده في الفترة من ربيع سنة 63 إلي وقت استشهاده في سنة 67أو 68. 
المرجح أن بولس أطلق سراحة لفترة قصيرة أعيد بعدها إلي السجن في روما....
وفي هذه المرة ظل مسجونا ً تحت حراسة مشددة وبصورة أعنف من الأولي (2تي 4: 16، 17).... ورسالة القديس بولس إلي تلميذه تيطس هي احدي الأدلة علي إطلاق سراح بولس بعد أسره الأول.يقول له : "من أجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة..." (تي5:1) لم يذهب بولس في رحلاته التبشيرية الثلاث  إلي كريت.لكن السفينة رست عليها وهو في طريقه إلي روما أسيراً (أع 7:27، 8).
وفي تلك المرة لم يكن معه تيطس...فلابد وأنه بعد إطلاقه ذهب لتبشيرها وكان معه تيطس. لقد كانت ظروف  بولس في أسره الأول في صالحه،مما يؤيد فكرة إطلاق سراحه.كما أن الرسائل التي كتبها في مدة الأسر تعكس نفسيته وتظهرها بظهر الرجاء والفرح.
وفي الفترة القصيرة التي أطلق فيها سراحه بعد الأسر الأول كتب الرسالة إلي  العبرانيين من مكان ما بإيطاليا،كان يستعد منه للسفر للشرق...
ويعود بولس  لظهور أسيراً للمرة الثانية في روما في أواخر سنة 66...في الفترة ما بين الأسرين ذهب إلي كريت،وعهد إلي تلميذه تيطس العناية بشئون كنيستها، كنيستها،وذهب إلي أفسس وغادرها إلي مكدونية حيث كتب رسالته الأولي إلي  تلميذه تيموثاوس من إحدى مدنها.... وربما عرج علي كورنثوس وميليتس وأمضي شتاء سنة 65،سنة 66 في مدينة نيكوبوليس  بإقليم إبيروس حيث كتب رسالته إلي تيطس يستدعيه (تي123:3). ويبدو أنه عرج علي تراوس حيث أوع قسماً من أمتعته (2تي13:4)...وفي رأي أخر أنه قبض عليه في تراوس ورحل منها أسيراً إلي روما ليؤسر أسره الثاني.ويستدلون علي ذلك من أنه لم يتمكن من أخذ متاعه ورقوقه التي لا يستغني عنها.وهناك إحتمال أنه ذهب إلي أسبانيا....
في هذا الأسر الثاني والأخير كتب بولس أخر رسائله وهي الثانية إلي تيموثاوس،وفيها يقول له :
"فإني أنا الآن أسكب سكيباً،ووقت انحلالي قد حضر قد جاهدت الجهاد الحسن...وأخيراً وضع لي إكليل البر "(2تي 6:4- 8)
ومهما يكن من أمر،فإن هذه الفترة الأخيرة من حياة ذلك الرسول المجتهد يكتنفها الغموض ويجمع المؤرخون القدامى علي أن بولس قضي شهيداً بقطع رقبته بحد السيف في عهد نيرون الطاغية في مدينة روما،ورما في سنة 67أو 68م
هذا العرض التاريخي المقتضب أقل من أن يصور لنا أن هذا الرسول العملاق علي حقيقته...إن من يريد أن يقف عليه أن يدرس حياة هذا المجاهد القديس من واقع كتاباته،التي تبرز قوة شخصيته وجمال فضيلته وعمق إيمانه وفرط إتضاعه وأصالة نسكه ووقور غيرته وكنوز محبته...
كم من الأكاليل وضعت لذاك الذي تلعب أكثر من جميع الرسل ودعا الناس أن يمتلؤا إلي كل ملء الله  وكان كل همه أن يحضر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع  وأخيراً قدم حياته ثمناً لحبه لإلهه ومخلصه.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010