ما لا ينبغي نسيانه

سلام ونعمة ليكم :
ممدوح رزق كان الولد الصغير يشعر بالملل .. يستيقظ في الصباح الباكر .. يذهب إلى المدرسة .. يعود إلى المنزل .. يتناول طعام الغذاء .. يرتاح قليلا ثم يقوم بأداء واجباته المدرسية .. يشاهد بعضا من برامج التليفزيون قبل أن يتناول عشائه ثم يأوي إلى الفراش لينام مبكرا .. هكذا .. بلا أي تغيير أو اختلاف .. هذا ما جعله يفكر في أي شئ يمنحه التسلية وقضاء وقت فراغ ممتع .. بالفعل .. ذهب الولد الصغير إلى أبيه وقال له : ( أبي .. هل يمكنني اقتناء حيوان أليف في المنزل ؟ ) قال والده : بالطبع .. سآخذك غدا إلى متجر الحيوانات الأليفة لتشتري الحيوان الذي تفضله . ) سعد الولد كثيرا وبالفعل ذهب مع والده إلى بائع الحيوانات .. وهناك تذكر أن صديقا له يمتلك سلحفاة جميلة كان يحكي له عنها دائما .. لذا قرر الولد الصغير أن يشتري سلحفاة هو الآخر .. هكذا .. عاد الولد إلى منزله وهو يحمل صندوقا بين يديه بداخله سلحفاة صغيرة . وضع الولد الصغير السلحفاة في أحد أركان المنزل وبدأ يستعد للعب والمرح معها .. لكنه فوجئ أن السلحفاة لا تخرج رأسها ولا تتحرك .. حاول بشتى الطرق أن يجعلها تتحرك أو على الأقل إخراج رأسها ولكنها لم تفعل .. ذهب إلى الثلاجة وأحضر قليلا من الخضراوات المبللة بالماء ووضعها أمام السلحفاة فما كان منها إلا أن أخرجت رأسها قليلا لتتشمم الطعام .. فرح الولد واقترب منها لكنها سارعت بإدخال رأسها ثانية .. حزن الولد كثيرا وذهب إلى والده وقال له : ( أبي .. السلحفاة الصغيرة لا تريد اللعب معي . ) والده كيف ؟ ) الولد : ( كلما حاولت الاقتراب منها لكي نلعب سويا أجدها تدخل رأسها بسرعة ولا تتحرك أبدا . ) ابتسم والده وقال له : ( ألم تكن تعلم أن السلحفاة تفعل ذلك دائما حينما تشعر بالخطر ؟ . ) الولد : ( ولكنني لا أريد إيذائها .. أنا فقط أريد اللعب معها .) والده : ( وكيف يمكن للسلحفاة أن تعرف هذا ؟ . ) الولد الصغير : ( معنى هذا أنها من المستحيل أن تلعب معي ؟ ) والده : ( السلاحف من الحيوانات التي من الممكن أن يستمتع الناس بمراقبتها وهي تسير وتأكل دون الاقتراب منها كي لا تخاف منك . ) الولد الصغير : ( ولكنني يا أبي كنت أريد حيوانا مسليا يمكنني أن ألعب وأمرح معه . ) والده : ( حسنا .. هل تود شراء قطة صغيرة مثلا ؟ ) الولد الصغير في فرح : ( نعم .. نعم .. أريد قطة صغيرة .. القطط مسلية بالفعل . ) هكذا .. ذهب الولد الصغير مع أبيه ثانية إلى متجر الحيوانات واشترى قطة صغيرة ناعمة وجميلة وعاد بها إلى المنزل . بالفعل كانت القطة الصغيرة مسلية للغاية بالنسبة للولد الصغير .. كانت تشاركه المرح واللعب وقضاء الأوقات الممتعة .. هكذا .. بدأ الطفل الصغير يتخلص من الملل .. لكنه لم ينتبه إلى أن السلحفاة الصغيرة كانت تتحرك في المنزل بشكل دائم .. كان مشغولا باللعب واللهو مع القطة بينما كانت السلحفاة تحاول البحث عن طعام حيث أنها كانت جائعة جدا .. كان الطفل الصغير مهتما بدرجة كبيرة بقطته .. كان يحرص دائما على ملأ طبقي الطعام والشراب لها .. لكنه مع انشغاله بالقطة الصغيرة .. نسى أن السلحفاة كائن حي يشعر بالجوع ويظل يتألم إذا لم يجد طعاما يأكله .. حتى جاء يوم .. وبعد أن استغرق الولد الصغير في نوم عميق .. رأى في سباته كأنما السلحفاة الصغيرة تخاطبه وتقول : ( هل تستمتع جيدا بقطتك الجميلة ؟ .. هل وجدت أنها مسلية أكثر مني ؟ .. نعم .. أنت تلعب وتمرح معها وتهتم بطعامها وشرابها ورعايتها .. أنت تحتضنها دائما وتداعب شعرها الناعم وتربت على جسدها الرقيق في محبة .. ماذا عني ؟ .. هل لأنك وجدتني غير نافعة لتسليتك تتركني جائعة هكذا ؟ .. هل ستكون سعيدا إذا لم تجد طعاما بينما تكون في أشد الحاجة إليه ؟ .. هل سيرضيك أن تجدني في يوم من الأيام ميتة في ركن من أركان المنزل بعد أن أهملت إطعامي طوال هذه الفترة ؟ .. لماذا تفعل بي ذلك وأنا ضعيفة وضئيلة وغير قادرة على الحصول على الطعام لنفسي ؟ لماذا ؟ ) . في الصباح .. استيقظ الولد الصغير من النوم وهو يشعر بالذنب لأنه أهمل السلحفاة الجائعة .. بالفعل .. وقبل أن يذهب إلى المدرسة .. أحضر من ثلاجة المنزل كثيرا من الخضراوات وقام بغسلها جيدا ثم وضعها أمام السلحفاة التي بدأت على الفور في تناول الطعام حيث أنها كانت جائعة جدا .. ظل الولد الصغير يراقبها فترة وهي تأكل ثم مد يده ليربت على جسدها لكنها كالعادة أسرعت بإدخال رأسها فما كان من الولد أن ابتسم وتركها تكمل طعامها وخرج من منزله متجها إلى المدرسة .


حلوة القصة `15` `15`

سلام ونعمة ليكم :




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010