استحالة تحريف الكتاب المقدس

يتصور البعض أن هناك من يستطيع تحريف الكتاب المقدس ولكن هذا مستحيل لأسباب كثيرة منها :
1- وحدة الكتاب المقدس

لقد اشترك فيه أكثر من أربعين كاتباً، وفى فترة زمنية تزيد عن 1600 سنة. فلقد كتب موسى أسفاره حوالى سنة 1500 ق.م، وكتب يوحنا إنجيله حوالى سنة 100م. ولقد تباينوا فى صفاتهم وظروفهم وأماكن إقامتهم وعصورهم: فمنهم الفلاسفة مثل موسى وبولس، ومنهم البسطاء مثل عاموس جانى الجميز وداود الراعى وبطرس الصياد، ومنهم قائد الجيش مثل يشوع وساقى الملك مثل نحميا، ورجل القصور مثل أشعياء، ودانيال رئيس الوزراء وسليمان الحكيم.. منهم من كتب فى البرية كموسى النبى، وفى الجب كأرميا، وفى المراعى كداود، وفى السجن كبولس.. لكن الكتاب - رغم ذلك كله - يتمتع بوحدة عجيبة بين أسفاره كلها. موضوعه: (خلاص الإنسان) يشرح لنا معاملات الله مع البشر، ثم فداءه لهم، ثم طريقة تحقيق الفداء فى حياتنا اليومية "لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"
(2بط 21:1). لذلك "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذى فى البر، لكى يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تى 16:3،17).

2- نبوات

مما يؤكد أن الكتاب المقدس مُوحى به من الله أنه يحوى نبوات كثيرة بحذافيرها وهذه مجرد أمثلة :
أكثر من 300 ثلاثمائة نبوة عن السيد المسيح، كّتبت قبل مجيئه بمئات السنين، وتمت بدقة عجيبة.

نبوات عن سقوط مصر وهى فى أوج قوتها وقد تمت فى (حز 19).

نبوات عن سبى أشور وسبى بابل وردت فى أشعياء وأرميا.

نبوة عن نصرة كورش - ملك فارس - على البابليين وعودة اليهود من سبيهم. وقد وردت النبوة فى أشعياء، وقرأها كورش بعد انتصاره، وذهل منها فأطلق اليهود فعلا وعادوا إلى أرضهم.

أنبأ الرب بخراب أورشليم بصورة مريرة وتمت النبوة بحذافيرها سنة 70م على يد تيطس القائد الرومانى.

أنبأ الرب باستشهاد بطرس الرسول وتم ذلك فعلاً سنة 68م على يد نيرون.

3- النسخ القديمة

توجد نسخ قديمة من الكتاب المقدس أكتشفها العلماء ووجدوها أنها تطابق ما بين أيدينا بدقة كاملة مثل :

النسخة الفاتيكانية : ترجع إلى أوائل القرن الرابع، ومحفوظة بالفاتيكان. كتبت فى مصر بأمر الملك قسطنطين.

النسخة السينائية : ترجع إلى أواخر القرن الرابع، وعثر عليها العالم تشندروف فى دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء وهى الآن فى المتحف البريطانى.
النسخة الإسكندرية : وترجع إلى القرن الخامس، وظلت فى حوزة باباوات الإسكندرية حتى سنة 1638، حيث أهداها البابا كيرلس إلى شارل الأول ملك بريطانيا وهى الآن بالمتحف البريطانى.

النسخة الأفرايمية : محفوظة بباريس، ومكتوبة على أوراق كانت تحمل ميامر لمار افرام السريانى.
هذا بالإضافة إلى نسخة بيزى (قرن 6)، ونسخة واشنطن (قرن 5)، ومئات النسخ الأخرى ومخطوطات البحر الميت، ومخطوطة تشستر بيتى التى ترجع إلى عام 250م وهى من الورق البردى ومحفوظة فى دبلن بايرلندا.


4- شهادة الآثار والحفريات

مع نشأة علم الحفريات وأبحاثه الجبارة فى القرن الماضى، تم إكتشاف معالم كثيرة، عليها كتابات هامة ترجع إلى عصور الكتاب المختلفة. وبالمقارنة بين هذه المعالم وكتاباتها المدفوعة منذ مئات السنين نجد تطابقاً كاملاً مع ما لدينا من أسفار وهذه بعض الأمثلة :

إكتشاف بابل باللغة المسمارية تحكى نفس قصة الطوفان.

إكتشف العلماء أطلال مدينتى فيثوم ورعمسيس اللتين بناهما اليهود لفرعون، وقد وردتا فى (خر 11:1) ولم يعثر عليهما إلا سنة 1884م.

حجر موآب يحوى 34 سطرا تحكى قصة حرب ميشع ملك موآب مع يهورام ملك إسرائيل، وهو نفس ما ورد فى (2مل 6:3-27).

حجر رشيد الذى كشف لنا سر اللغة المصرية القديمة حيث دون فيها المصريون بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية أموراً تطابق ما ورد فى الكتاب المقدس.

صخرة كردستان وعليها نقوش تحكى قصة داريوس ملك فارس (دا 5،6،9،21).

مسلة شلمناصر ملك أشور وفيها يبدو هوشع ملك إسرائيل خاضعاً يقدّم له الجزية، وهذا نفس ما ورد فى (2مل 3:17).

أطلال نينوى القديمة حيث قصور ملوك آشور وكتابات تطابق ما لدينا من معلومات.

أطلال أريحا، التى أحرقها يشوع وتبدو مبانيها محروقة بالنار كما ورد فى الكتاب.
كثير من الكتابات فى منطقة أور الكلدانيين تحوى معلومات عن إبراهيم تطابق ما لدينا وكانوا يسجلون ما يريدون على الحجارة.
صليب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010