كيف صلت الطفلتان

[img]http://www.sat7.com/images/j0284920[1].jpg[/img]

طفلتان ، أحداهما عمرها ست سنوات، والأخرى خمس سنوات ، ذهبتا لشراء بعض الحاجات من الدكان ومعهم حقيبة امتلأت بالمشتريات . وفى أثناء السير أصيبت أحداهما بانقباض فى عضلة رجلها ، فوقعت من الألم الشديد على الأرض، وجلست بجانبها أختها الصغرى لا تدرى ماذا تفعل؟

كان الطريق خالياً من الناس ، كل واحد في عمله أو مشغله أو متجره ، ولا يوجد أحد فى الشارع

فقالت الكبرى للصغرى " أما تذكرين يا آنى انه من مدة طويلة قالت لنا ماما أننا إذا وقعنا فى ضيقة لابد أن نصلى، ولابد أن الله يرسل لنا المعونة ؟ تعالى نصل معا" وعلى قارعة الطريق صلت الأختان لكي يرسل الله لهما شخصاً للمعونة. وجلستا تنتظران المعونة

وفجأة رأت أنى على بعد شخصاً يخرج من دكان ثم ينظر حوله ، ثم يدخل دكانه مرة أخرى. فقالت آنى : " آه يا أختى !لقد دخل دكانه مرة أخرى" فقالت تانى : حسناً ، ربما لا يكون هو الشخص الذي يريد الله أن يرسله! وإذا كان هو فانه سوف يخرج إلينا ثانية

قالت آنى : لقد خرج ثانية. انه يسير إلينا، ويبدو انه يبحث عن شيء ما. انه يمشى ببطء، وقبعته ليست على رأسه. انه يضع يده على رأسه كمن هو فى حيرة من أمره. أه يا أختي ، لقد دخل دكانه ثانية ونحن ماذا نعمل

فقالت تانى: ربما لا يكون هو الشخص الذي سوف يرسله الله إلينا.اذا كان هو الشخص ، فانه لابد أن يخرج ثانية

قالت آنى: أه يا أختي ! لقد خرج ثانية، وهو يلبس القبعة هذه المرة انه يسير إلينا. انه يسير ببطء ، ويتلفت فى كل ناحية.انه لا يرانا . ربما لأن الأشجار تخفينا. الآن هو يرانا. انه يسير إلينا بسرعة.لقد اقترب إلينا

فجاء الرجل إليهما وقال لهما : يا أطفال ... ما هي حكايتكم؟

قالت أنى : أختي وقعت على الأرض متألمة جداً ، ولا يستطيع الذهاب إلى المنزل

قال الرجل : يا أحبائي أين تسكنون؟

قالت : نحن نسكن فى هذا الشارع .أخر الشارع ، تستطيع أن ترى منزلنا من هنا

قال لا يهمكم هذا الأمر أنني سآخذكم إليه، وذلك الرجل القوى حمل الطفلة المريضة على كتفه وأمسك بالطفلة الأخرى ، ومضى الى منزلهم ، جرت آنى الى المنزل ، وقرعت الباب لتفتح أمها لها

جاءت الأم ، وحملت الطفلة المريضة ، وشكرت صاحبنا على تعبه. ومكث الرجل واقفاً يريد أن يقول شيئاً ولا يدرك كيف يقوله

فقالت الأم : أتريد منى أن أعطيك أجر ما فعلت

قال : لا لا . أجرى عند الله . أجرى عند الله

ثم قال : أنني أدير مصنعاً فى هذا الشارع، وعلى أن أوجه عمال المصنع كل واحد إلى نصيبه فى العمل، وبينما أنا اعمل حدث ارتباك لي ، وألح على خاطر أن هناك فى الشارع من يريدني . خرجت ، نظرت هنا وهناك، ولكنني لم أر أجداً، فدخلت الى مكتبي وكتبت بعض الأرقام ، فعاد الى ذلك الخاطر بأكثر قوة بأن هناك فى الشارع من يريدني . فخرجت مرة أخرى ، ونظرت فى الطريق لعلى أجد أحداً ، وسرت قليلاً ، متحيراً فى الأمر. ثم رجعت مرة أخرى إلى عملي

هذه المرة لم تستطع أصابعي أن تمسك بالقلم ، ووجدت نفسي عاجزاً عن أن أكتب كلمة واحدة، وصار ذلك الخاطر أكثر قوة وكأن صوتاً فى أذني يقول : لماذا لا تخرج كما أقول لك ؟ أن هناك من يريد مساعدتك

فى هذه المرة أخذت قبعتي عازماً على أن أضع حداً لذلك الأمر . مشيت فى الشارع دون أن أرى أحداً ، وكنت فى حيرة .ظللت أمشى حتى رأيت الطفلتين ، وأدركت أنهما فعلاً فى حاجة إلى، ولكنني لست أدرى سر هذا الموضوع يا سيدتي

عندئذ قالت الطفلة الصغيرة " أه يا أمي ! لقد صلينا الى الرب أن يرسل لنا عوناً" وهكذا علم الرجل سر الموضوع كله ! وانسابت الدموع من عينيه ، وذهب راجعاً الى مكانه

أنه يوجد أله يسمع الصلاة لكل محتاجاً إليه

انه الأب السماوي الذي لا ينسى أولاده ، أطلبه من كل قلبك بثقة انه لن يهمل طلبتك هو يحبك ويسمع صلاتك

هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها، حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك أشعياء 49

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010