الأرض تتناول جسد الرب و دمه

ما ذنبى؟!
لماذا أتحمل خطية آدم و حواء؟!
لقد أخطأوا هم و لعننى الرب بسببهم.
أما و قد لعنت بسببهم، ألست مستحقة أن أخلص معهم؟!
لقد سمعته .. لقد سمعته يخاطب تلاميذه قائلا لهم أنه جسده المقدس و دمه الكريم يعطى لمغفرة الخطايا.
يجب أن أتخلص من اللعنة.
يجب أن أزيل اللعنة.
ليس من العدل أن ألعن بسبب آدم و حواء
ثم يخلصون و هم و أهلك أنا
ما ذنبى؟!!!

لو أتيحت لى الفرصة لاغتنمتها
كما إغتنمها زكا و بات رب المجد فى بيته.
و كما إغتنم نيقوديموس فرصة خلوة بربى يسوع
و كما إغتنم برتيماوس الأعمى مرور يسوع ليصرخ عليه ليبصر
و كما إغتنمت نازفة الدم فرصة الزحام لتلمس هدب ثوب يسوع
و كما إغتنمتها المرأة الخاطئة الفرصة لتسكب الدموع و الطيب على جسد يسوع

الطيب... نعم الطيب!! كيف غاب عن ذهنى؟!
ألم يقل رب المجد يسوع أن هذا الطيب لتكفينه؟!!
إذن سيموت .. نعم!! لفد تنبأ بذلك و أخبر تلاميذه عدد مرات.
هؤلاء لم يفهموا .. أما أنا فسأغتنم الفرصة.
سأتناول من جسد الرب...

مرت الأيام بطيئة أثقل من أحجار كل جبال العالم
و لكنى سأنتظر
و أخيراً....
ها هو حبيبى و مخلصى يسوع المسيح يسير منحنياً تحت ثقل الصليب.
آه لو أستطيع أن أمنع جاذبيتى عن ثقل الصليب.
إنى أشعر بالذنب فأنا التى تجذبه لأسفل و توقعه
لقد إصدمت ركبته بى و جرحت
و كذلك وجهه الكريم

و لكن ما هذا الندى الرطب الذى أشعر به فى هذا الجو الحار؟!
إنها دماء..
دماء رب المجد
لقد أخذت دمه
لقد شربت من دمه
إنى عطشى و أريد أن أرتوى
هذا هو الماء الذى لن يعطش أبدا من يشربه
إن رب المجد لم ينسنى
حتى و أنا قاسية عليه
حتى و أنا أسبب له التعب و الألم و الجراحات

ها هو يقف فوقى مرتفعا فوق عود الصليب
يا عميان ألا ترون رب المجد؟!
يبدو أن الصمم قد غلف آذانهم
و الغباء أصاب عقولهم
ليتنى كنت أستطيع أن أبتلعهم
و لكن كيف و من خلقنى قد غفر لهم؟!
لقد إبتلعت غيرهم من قبل
هذه ليست أول مرة
من تطاولوا على كهنوت هرون
و من دنس شعب إسرائيل بما سرقه
و غيرهم
و لكنه لم يأمرنى هذه المرة

آه من صرختك يا رب المجد
لقد مزقتنى
لا أستطيع أن أسمع خالقى يصرخ عطشا و ألما
يصرخ و يستودع روحه
هذه الصرخة أرجفتنى
قالوا إنه زلزال
قالوا إن الصخور تشققت
و لكنى لم أفعل شئ بعد
هذا من فرط حزنى فقط
لو تزلزلت فعلا ما بقى حجر على حجر فوقى
لو شققت صخورى لسقطت الجبال فوق هؤلاء العميان
لهربوا إلى المغارات

المغارات..
كدت أنسى
لقد تناولت دم الرب و لكن ليس جسده بعد
لقد حجزت له قبر منحوت فى الصخر
و أنا صائمة
فلم أفتح فمى لأبتلع جسد إنسان قبله فى هذا البستان
و ها إنهم يفتحون فمى الذى سددته بحجر

مبارك الأتى باسم الرب
ها هم يناولونى الجسد المقدس المضرج بالدم الكريم
و يضعون لفافة على فمى
إنهم يسمون هذه اللفافة بالحجر المختوم
لقد تناولت جسد الرب و دمه
و حفظت اللفافة على فمى حتى إنفجر بداخلى قوة أزالت اللعنة عنى
لعنة خطية آدم و حواء
و لم أعد ملعونة بعد
إنه إنفجار القيامة

المجد لك يا رب .. المجد لك
تأمل رائع فنحن من التراب والله جعل التراب يشرب من دمه المقدس وياكل من دمه فكم بالحرى نحن ايضا نحيا بالتناول من جسده ودمه فى القداس الالهى
`17` `17` `17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010