هل في كل الحالات نطبق وصية "باركوا لاعنيكم...سؤال لفداسة البابا شنودة




هل في كل الحالات نطبق وصية "باركوا لاعنيكم" (مت5: 44)
====================================


يقول قداسة البابا شنوده الثالث، أطال الله حياته:
أولاً هناك فرق بين العلاقات الشخصية، والنظام العام وسلام الكنيسة.
في العلاقات الشخصية، علينا أن نبارك لاعنينا حسب الوصية. وكما قال بولس الرسول
"نُشتم فنبارك" (1كو4: 12).


أما في الأمور العامة وسلام الكنيسة، فغير ذلك.
إن السيد المسيح احتمل شتائم كثيرة ولكنه من أجل سلام الكنيسة، لم يبارك الكتبة والفريسيين، بل قال ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون (مت23). وشبههم بالقادة العميان.
وهكذا لم يبارك كهنة اليهود بل شبههم بالكرامين الأردياء، وقال لهم "إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة تصنع ثماره" (مت21). وبنفس الوضع تصرف مع الصدوقيين والناموسيين.
وسلك رسل المسيح وأتباعه بنفس الأسلوب.


القديس بولس الرسول لم يبارك باريشوع الذي كان يقاوم كلمة الله، بل قال له "أيها الممتلئ كل غش وكل خبث، يا ابن إبليس يا عدو كل بر. ألا تزال تُفسد سبل الله المستقيمة؟ فالآن هوذا يد الله عليك فتكون أعمى ..." (أع13: 9 ـ 11).

والقديس بطرس الرسول فعل أيضاً بالمثل مع الذين قاوموا الكلمة. لم يباركهم بل وبخهم
(أع3، 4).

والقديس اسطفانوس أول الشمامسة لم يبارك اليهود الذين اجتمعوا لرجمه والذين "أقاموا شهوداً كذبه يقولون: هذا الرجل يتكلم بكلام تجديف على موسى وعلى الله" (أع6: 13). بل أنه وبخهم قائلاً: "يا قساة الرقاب، وغير المختونين بالقلوب والآذان! أنتم دائماً تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم، كذلك أنتم! أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار .. " (أع7: 51 ـ 52).
لذلك يا أخوتي لا نفسِّر بطريقة الآية الواحدة، فهي طريقة خاطئة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة خاصة بالكتاب المقدس ـ لقداسة البابا شنوده الثالث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010