سيامة القس

تبدأ كل صلوات سيامات خدام المذبح

الشمامسة والكهنة، بعد صلاة الصلح لتعبر عن مفهوم هذه السيامة المقدسة أنها إقامة سفير عن الله يسعى لخدمة الملكوت قائلاً للناس:

"تصالحوا مع الله".

ولكى تكون هناك الفرصة للأب الكاهن الجديد أن يشترك فى الصلاة من بداية

ليتورجية القداس التى تبدأ بالحوار "الرب معكم - ومع روحك أيضاً، ارفعوا قلوبكم - هى عند الرب، فلنشكر الرب -

مستحق وعادل".

أما سيامات الآباء البطاركة والأساقفة؛ فتكون عقب الإبركسيس على اعتبار أنهم خلفاء

الرسل وامتداد الكنيسة وعمل الروح القدس فيها.
صلاة الأسقف عن نفسه:

يبدأ طقس سيامة الكاهن بأن

يصلى الأب الأسقف (سراً) صلاة عميقة منسحقة عن نفسه يعترف فيها أمام الله بعجزه وضعفه ويقر فيها بإيمانه الأرثوذكسى المستقيم، ويتعهد

فيها بتكميل عمل الرسل الكرازى "أنا عبدك (فلان) ابن الرسل، المبشر فى المسكونة مثل جميع آبائى... هذا هو اعترافنا

بمسيحه وثباتنا فى الإيمان المستقيم... أنا هو العاجز الخاطئ (فلان)، أفق علىّ من الأثنى عشر فضيلة التى لصلاحك، وتملأنى من كل فهم

وكل حكمة ورأفة واستقامة اليد اليمنى على عبدك (فلان) الذى أدعوه إلى الرسالة والخدمة والكهنوت، وتحسبنى معه فى نصيب

قديسيك...".

وهنا تعبير (استقامة اليد اليمنى) يعنى أن تكون السيامة صحيحة مستقيمة بوضع اليد..

بدون استعجال وبدون خداع أو غسن أو سيمونية (مال مقابل الرسامة).. وتكون بموافقة الشعب.. وبالإيمان تكون السيامة بحسب مشورة

الروح القدس بالحق.

تعهد الكاهن:

يتلو الأخ المرشح للكهنوت تعهداً أمام باب الهيكل وفى

حضور الشعب (هذا التعهد قد صاغه قداسة البابا شنوده الثالث وأضيف حديثاً إلى طقس السيامة).

"أنا

المسكين... المدعو لنعمة الكهنوت على المذبح المقدس فى كنيسة... بحى... مدينة.. أتعهد أمام الله رب الأرباب وراعى

الرعاة وأمام ملائكته وقديسيه وأمام أبى قداسة البابا... (أو نيافة الأنبا...) وأمام الاكليروس وكل الشعب".



بأن أثبت على الإيمان الأرثوذكسى إلى النفس الأخير.

وأن احترم قوانين الكنيسة المقدسة وأحافظ

على تقليدها وطقوسها وتعليمها.

وأن أبذل كل جهدى فى تعليم الشعب الإيمان السليم، وقيادته فى حياة القداسة والبر.

وأكون أنا نفسى قدوة فى كل عمل صالح.
وأتعهد بأن أحب الرعية، وأعاملها بالرفق والحكمة، وأبذل ذاتى فى افتقاد الشعب،

والاهتمام به من كل ناحية حسب طاقتى.

وأن أبحث عن الضال، وأسعى لرده، وأجمع خراف الله المتفرقة، ولا أغفل عن

العاجزين والمنطرحين والذين ليس لهم أحد يذكرهم.

وأن أكون طويل الروح، واسع الصدر فى معاملة الناس، ولا تكون لى

جماعة مختارة بل اهتم بالكل.

وأتعهد بأن أضع صالح الكنيسة فوق كل اعتبار.

وأن أبعد عن محبة

المال، ومحبة النصيب الأكبر. ولا أتعالى على الشعب، ولا أهملهم، ولا أكلفهم بما لا يطيقون، ولا آمرهم بما يخالف وصية الرب. ولا أرفض

التائب إذا رجع. ولا أقصِّر فى خدمة أحد منهم.

وأتعهد بأن أخضع لرئاسة الكهنوت ممثله فى قداسة البطريرك (

وأبى نيافة الأنبا....) مع احترامى وتوقيرى لشركائه (أو شركائهم) فى الخدمة الرسولية الآباء المطارنة والأساقفة.



وأطلب من الرب أن يهبنى قوة بصلواتكم حتى أقوم بهذه المسئولية الخطيرة، وأؤدى بأمانة كافة ما يتطلبه منة عمل الكهنوت

الجليل.

صلوا عنى يا آبائى وأخوتى القديسين. ها ميطانيه لكم جميعاً.

ما أرهب اللحظات التى ينطق

فيها الكاهن بهذا التعهد الذى يضم مبادئ الرعاية المثالية.. ولكن - فى المقابل - ما أعظم النعمة والموهبة التى تنتظره إذا نطق بهذا التعهد

بكل إخلاص قلب ورغبة حقيقية فى خدمة ملكوت الله.
هذا التعهد يشرح عمل الكهنوت الجليل ويتلخص فى:



1- حفظ الإيمان الأرثوذكسى والتعليم الصحيح.
2- حفظ القداسة والبر والقدوة الصالحة.
3- حب

الرعية وبذل النفس من أجلها والاهتمام بكل أحد

طقس السيامة:

تبدأ - كعادة صلواتنا - بالصلاة

الربانية وصلاة الشكر ورفع ذبيحة البخور مع أرباع الناقوس (ويصلى سراً سر بخور البولس).

ثم يصلى الأب الأسقف

سبع صلوات بعضها يكون متجها للشرق وبعضها الآخر يكون متجهاً للغرب مصلياً على رأس المدعو للكهنوت. هذه الصلوات أيضاً تحمل شرح

وظيفة الكهنوت فى الكنيسة.
1- الامتلاء من الروح القدس :

"املأنا من قوتك الإلهية

ونعمة أبنك الوحيد وفعل الروح القدس".

"نعمة ربنا يسوع المسيح المكملة لنقصنا بمسرة الله الآب

والروح القدس تحل على (فلان)".

"املأه من الروح القدس والنعمة والمشورة

وتقواك".

"امنحه روح حكمتك ليمتلئ...".
"اطلبوا

كلكم لتحل عليه موهبة الروح القدس.. آمين".

"وأرسل من السماء نعمتك على عبدك

هذا..".

"وأفضت موهبتك ذات الفنى على عبدك هذا".



فالكاهن إناء للروح القدس يمتلئ به حتى يفيض بمواهبه على كل الشعب رعاية وتعليماً ووعظاً وأشاروا ومواهب الأسرار المقدسة.


2- التعليم الصالح السليم :

"هب لنا معرفة لنقول ما ينبغى".



"وينميهم ويكثرهم ويقويهم ليقبلوا الأتعاب بالقول والفعل".

"

املأه من.. والمشورة.. ليعضد ويدبر شعبك بقلب نقى".

"امنحه روح حكمتك ليمتلئ

من... كلام التعليم؛ ليعلم شعبك بوداعة..".

فالكاهن فى الكنيسة هو رجل الله الذى تطلب من فمه الشريعة

لأنه رسول رب الجنود.. والتعليم يجب أن يكون مستقيماً بل كقول معلمنا بولس الرسول: "لأن وعظنا ليس عن ضلال ولا عن

دنس ولا بمكر" (اتس 3:2)، "مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة" (2تيمو 15:2).


3- خدمة الأسرار المقدسة أعمال والكهنوت :

"لكى نستطيع باستحقاق أن نحمل اسمك القدوس، ونخدم

كهنوت سرائرك المقدسة".

"وامنحنا أن... ندنو إلى مذبحه المقدس".



"لكى باستحقاق من قبل محبتك للبشر يستحق اسمك القدوس، ويتعبد لك ويخدم مذبحك المقدس".



"ويتعبد لك بطهارة وفكر نقى، ونفس منسحقة؛ ليكمل أعمال الكهنوت على شعبك، وأما الذين يقتربون إليه أيضاً

فليجددهم بحميم الميلاد الجديد".

"لكى يستحق من قبلك أن يكمل كهنوتك بغير

اعوجاج".

فالكاهن هو وكيل سرائر الله... وهو المتمم لكل صلوات الكنيسة والأسرار المقدسة.. هو

الذى يعمل ويدهن بالميرون وهو الذى يقبل التائب ويعطيه الحل والغفران بالسلطان الإلهى الممنوح له بضم السيد المسيح، وكذلك الكاهن هو الذى

يقدس القرابين ويقرب الشعب منها، وهو الذى يزوج ويبارك المنازل ويدهن بالزيت ويرفع البخور فى كل مكان... وهو الذى يصلى على

الناس ويباركهم.
كذلك يحمل طقس السيامة بعض المعانى مثل:
أ- ضرورة تزكية الشعب واشتراكه :



"هذا الذى أسلم للقسيسية بحكم وتزكية الذين قدموه فى الوسط".

والشماس ينبه الشعب

بين الصلوات قائلاً "صلوا" فيردون "كيرياليصون 3" بالفرح .



ورئيس الشماسة يصرخ "اطلبوا كلكم لكى تحل عليه موهبة الروح القدس".



والشعب يعلن موافقته وتأييده واشتراكه بقولهم "اكسيوس - مستحق" ثلاث مرات.


وهذا لا يعنى أن السيامة بالإرادة المنفردة للشعب بل هناك اختيار الله "أيها الرب إله القوات الذى أدخلنا إلى نصيب هذه

الخدمة".
ب- الكاهن يستؤمن على مواهب الروح القدس:

نعمة ربنا يسوع المسيح المكملة

لنقصنا بمسرة الله الآب والروح القدس تحل على (فلان)".

"امنحه روح حكمتك ليمتلئ من

أعمال الشفاء وكلام التعليم".
ج- الكاهن يكمل حياته فى سيرة لائقة مع توبة مستمرة:



"اسمعنا بكثرة رأفتك ونقنا من كل دنس الجسد والروح، فرق سحابة خطايانا وظلمنا مثل الدخان".



"ولا تدعنا نشترك فى خطايا غريبة، بل امح التى لنا، وامنحنا يا سيدنا أن لا نصنع المائلات".



"نطلب إليك أن تحفظ فينا أيضاً الروح القدس الذى لنعمتك".

"

ويتعبد لك بطهارة وفكر نقى ونفس منسحقة ليكمل أعمال الكهنوت".

"وأنا أيضاً طهرنى من كل

خطية غريبة واعتقنى مما يحب علىّ من ذاتى".

"أطلع يارب علينا وعلى خدمتنا، وطهرنا من كل

دنس".

"لكى يستحق من قلبك أن يكمل كهنوتك بغير اعوجاج".



"اخترنا معه للصلاح لكى نعمل ونربح فى الوزنة".

فسيامة الكهنوت هى بداية

الطريق وليست نهايته.. والكاهن يسلك بحذر وخوف وتوبة يومية.. لئلا "بعدما كرز للآخرين أصير أنا نفسى

وفوض".

الاسم الجديد: اعتادت الكنيسة أن تعطى اسماً جديداً للمنتخب للكهنوت.. حتى يبدأ بداية جديدة

كما تحول شاول إلى بولس وسمعان إلى بطرس..

ورئيس الشمامسة هو الذى يعلن الاسم الجديد قائلاً:



(فلان) قسيساً على المذبح المقدس بالبيعة المقدسة الجامعة الرسولية كنيسة الله بالمدينة المحبة للمسيح (...).



أما السيامة ووضع اليد بالاسم الجديد فيتممها الأب الأسقف:

"ندعوك يا "

فلان" قسيساً على المذبح المقدس الأرثوذكسى" ويتلو الرشومات.

وهذا النداء يحتوى على

الاسم الجديد وكذلك على المكان الذى يتولى أبونا رعايته... حى كذا... أو مدينة كذا... من أجل تنظيم الرعاية وتكون المسئولية

لها معالم واضحة وحدود معروفة.

مجداً وكراماً... سلاماً وبنيانا لكنيسة الله المقدسة أمين".



وهذا الإعلان يحمل ملخصاً لعمل سيامة الكهنوت فى الكنيسة.. أن الكاهن دوره الأساسى هو تمجيد وإكرام الثالوث، وسلام

وبنيان الكنيسة... وهذه جميعها لا تأتى إلا بخلاص نفوس الناس.

فما يمجد الله وما يبنى الكنيسة هو انضمام أعضاء

جدد إليها بالحق... بالمعمودية وبالإيمان وبالتوبة وبالأفخارستيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010