بساطة الروح

"طوبى للمساكين بالروح. لان لهم ملكوت السموات". متى 5 :



3

بساطة الروح
التطبيق وحده يثبت مدى استيعاب الانسان لمبادئ تعلمها. وادعاؤنا معرفة الاشياء اما ان يتحطم على



صخرة الواقع عندما نفشل في وضعها موضع التطبيق واما ان يتحول الى حقيقة ترسخها براهين تخطينا الاختبار . يتعلم الطبيب الطب في الكتب



ولكنه لا يستطيع ان يقول انه طبيب الا اذا مارس طبه ونجح. ولا يقول الطيار انه طيار لمجرد انه تعلم مبدأ الطيران من الكتب. فهو ان لم ير



الارض من الاعلى متحكماً هو نفسه بمقود طائرته ليس طياراً. وعندما نتعلم مسيحيتنا من الكتاب ولا نطبق ولو مرة واحدة على الاقل مبدأ ً من



المبادئ او تعليماً من التعاليم التي تتحدانا فنحن اما اننا لم نفهم المطلوب او اننا عاجزون عن التطبيق وكلا الحالين فشل، لاننا لا نكون بذلك الا



مسيحيين او اتباعاً للمسيح بالاسم.

من منا لم تتحداه ولو مرة واحدة هذه الاية من الكتاب المقدس فتخطاها وكأنها ليست



موجودة؟ " فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لاخيك شيئاً عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولاً اصطلح



مع اخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك" . متى5: 23- 24 كم مرة ترك واحدنا قربانه قدام المذبح وذهب وصالح اخاً



له؟

" واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضاً. ومن اراد



ان يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضاً. ومن سخرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين" متى5: 40-41.





جميعنا ينفجر غضباً لمجرد سماعنا كلمة واحدة تهين احاسيسنا وقد نزرع على اساس هذه الكلمة عداوة تمتد الى اجيال فكيف



الحال بمن يلطمنا على احد الخدين انسمح له طوعاً ان يعيد الكرة؟ ايأخذ منا الخصم الثوب فنترك له ايضاً الرداء؟ هل يسخرنا احد ميلاً، والسخرة



تحمل في معانيها اضافة الى العمل المجاني الذي لا اجر له، اشارة الى القهر والذل ونسمح له طوعاً ان يسخرنا ميلين؟ هل نسمح للاخرين ان يظنوا



اننا ضعفاء اغبياء؟

"واما انا فاقول لكم أحبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلوا



لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم". متى5: 44

اي نوع من التعاليم هي هذه التعاليم؟ هل بامكان اناس



القرن الحادي والعشرين ان يطبقوها؟ هل مازلت صالحة الفعالية؟

قد يقف المثقف، الذكي، المعتز بنفسه، صاحب الشخصية



القوية والارادة القوية والنفوذ القوي ، جميعاً قد يقفون عاجزين عن التنفيذ. وحده البسيط بالروح يقدر. " طوبى للمساكين



بالروح. لان لهم ملكوت السموات". متى 5 : 3

البسيط بالروح يسامح ببساطة، يتراجع عن خطئه



ببساطة، يتخطى اخطاء الاخرين ببساطة. المسكين بالروح هو الذي "لا تغرب شمسه على غيظ". المسكين



بالروح هو مؤمن بان" كل كلمة من الله نقية" امثال 30 : 5 وكل كلمة من الله محسوبة علينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010