<<< {{ الارثوذكسية }} >>>

الأرثوذكسية
===========
للقمص بولا عطية
--------------------------

أعلنت احدى الجمعيات المسيحية عن قيامها بعمل نهضة روحية لأحد الوعاظ المشهورين فى مجال العظات الخلاصية ، وتداولت هذه الإعلانات فى المدارس والكليات مع الطلبة بعضهم البعض لدعوة أسرهم لحضور هذه العظات وذكر بالإعلان أن الجمعية الداعية لهذه النهضة هى جمعية لا طائفية لا تتعرض لأى عقائد وإنما هدفها هو دعوة الناس إلى الخلاص. وقد وجد مارك وجوزيف أن هذا الإعلان تحت يد الكثير من أصدقائهما لذلك حذرا أصدقائهما من حضور الإجتماعات بهذه الجمعية، لأنها جمعية غير أرثوذكسية. واللاطائفية المدعوة بها تبعد المؤمن عن عقيدته فى الإيمان السليم المستقيم (الأرثوذكسى)، وبالتالى يبتعد عن الروحانية المسيحية السليمة. وقد رأى مارك وجوزيف طرح هذا الموضوع للمناقشة - مع أبيهم الروحى - لأهميته الكبيرة فى الحياة الروحية . وعندما تقابلا مع قدس أبونا رحب بهما كعادته ودار بينهم الحوار الآتى :

مارك : شفت يا أبونا الإعلان عن هذه النهضة الروحية .
أبونا : آه ده نهضة فى جمعية بروتستانتية – خلوا بالكم .
مارك : إحنا مش ممكن نحضرها،لكن عايزين نسمع رأيك فى اللاطائفية المزعومة بهذه الجمعية فهى تدعوا الناس للخلاص، ولا تتعرض إلى أى عقيدة – و ليه بنقول أنها بروتستانتية ؟
أبونا : لأنها جميعه لا تنادى بالتعليم الصحيح وإنما تدعوا الناس إلى الخلاص بمفهوم غير أرثوذكسي خالى من الروحانية الأرثوذكسية. وكلمة أرثوذكسي يا اولادى هى كلمة يونانية تتألف من مقطعين ، الأول هو أورثو (Ortho) وتعنى مستقيم، أو حق، أو صحيح، أو نقى، أو صريح، أو أصيل. والمقطع الثانى هى ذوكس (dox) ومعناها أعتقاد، أو إيمان، أو رأى.
ومن ثم يكون معنى أروثوذكسى هو الرأى السليم، أو إعتقاد الحق، والإيمان الصريح. ولكى تكون هذه الجمعية أرثوذكسية لابد أن تعترف بالآراء المستقيمة والسليمة لعقيدة الكنيسة الجامعة .
جوزيف : لكن وعظمهم له طابع خاص يختلف عن وعظنا فى كنيستنا الأرثوذكسية .
أبونا : نعم يا جوزيف فيه فكر تسلل فى الكنيسة فى العصر الحديث وهو الذى ينادى بأن نقيم اجتماعات تتحدث عن الروحيات فقط دون الدخول فى الأمور العقائدية .
مارك : وده خطر على حياتنا الروحية مش كده يا أبونا .
أبونا : فعلاً يا مارك ده فكر غير صحيح لأنه لا توجد روحانية بدون عقيدة سليمة ، ينبغى أن تكون الروحانيـة مبنية على أساس عقيدى فكرى سليم … فى التصوف الهندى والديانات الاخرى بيصوموا ويصلوا أكثر من رهبان كثيرين ، هل معنى هذا ان روحانيتهم سليمة ؟!!
فإذا كانت العقيدة فيها خلل ستصبح الروحانيات خاطئة ،لأنه عندما يغيب الذهن العقيدى حتى عن فكر النساك يتطرف فى نسكياته .
جوزيف : بيقولوا لا عقائدية يعنى ليس بالضرورى التحدث فى الوعظ عن العقيدة !!
أبونا : هذا الإدعاء باطل لأن هذا منهج فلابد أن يكون هناك فكرة وعقيدة واضحة تبنى عليها الحياة الروحية. وعدم الخوض فى الأمور العقائدية فى المسيحية هو فى الحقيقة جريمة كبرى – مثلاً إذا همشنا المعمودية ونادينا بعدم قيمتها بحجة أننا لا نريد التعرض للأمور العقائدية فهذا خطأ، لأن المعمودية ليست شئ هامشى ولكنها سر نعمتنا . لأبد أن تدخل المعمودية والإفخارستيا فى صميم التعليم الكنسى ، والحياة الروحية . فبدون جسد الرب ودمه تكون عودة إلى اليهودية . وتهميش المعمودية والتقليل من شأنها جريمة تقود إلى الهلاك ، وعدم دخول الملكوت ( يو 3:3 – 6) .
جوزيف : أنا كنت باروح زمان هناك يا أبونا وكنت باسمع عظات تسكن الحواس وتطمئنى وتعزينى ويقولوا لنا اننا ها ندخل السما وضامنين الملكوت ، لكن كانت حياتى بعيدة عن الجهاد الروحى والنمو الروحى والعشرة الحقيقية بربى ومخلصى يسوع المسيح لأنى ما كنتش بأتناول من جسد الرب ودمه .
أبونا : أكيد يا جوزيف التناول بيجعلنا نتحد بالرب يسوع ونثبت فيه ويثبت فينا (يو56:6) . ولازم نعرف أهمية عقيدتنا المسيحية عامة فى حياتنا الروحية وخلاصنا. فكل الديانات بتشترك فى عقائد مشتركة اليهودية والإسلام والمسيحية : وجود الله ، قدرة الله ، القيامة العامة ، الله واحد ، بعض الممارسات الروحية المشتركة من صوم وصلاة وصدقة…الخ – لكن يميزنا كمسيحين أمرين هما الثالوث والتجسد. وإذا فرغنا المسيحية من التجسد لا توجد مسيحية والتجسد بإختصار إن الله إتحد بالإنسان ، هل الله تجسد معناها المسيح عاش بيننا فترة ثم رحل ونحكى حكايته مثل أى زعيم مصطفى كامل ، أو عبد الناصر مثلاً . لا لأن المسيح مش كدة، المسيح عايش بيننا وفينا!
جوزيف : بيننا وفينا أزاى يا أبونا؟
أبونا : من خلال المذبح يا جوزيف ، المذبح يحول قصة المسيح من قصة تاريخية إلى واقع يومى معاش لأننا من خلال القداس هناك حضور للمسيح كل يوم عل المذبح ليكون فينا ونحن فيه .
وإزاى أعلم الناس عن المسيح وما اتكلمش عن أهمية التناول ؟!!.
إزاى أتقوى ضد حروب الشياطين بدون تناول ؟!!
مارك : على فكرة يا أبونا فيه بعض من أصدقائنا الأرثوذكس بيقولوا أنهم ها يروحوا النهضة مجاملة لأصدقائهم الذين ألحوا عليهم لحضور هذه النهضة، وبعضهم مقتنعين ، بموضوع اللاطائفية وبيقولوا أنهم مش لازم يكونوا متعصبين للأرثوذكسية بهذه الدرجة . وآخرين هايحضروا النهضة على سبيل التجربة إذا ما عجبهمش الحال مش ها يروحوا تانى. ما رأى قدسك يا أبونا ؟ .
أبونا : طبعاً ده غلط وخطر عليهم لأن معلمنا يوحنا الرسول المشهور بأنه رسول المحبة ( يوحنا الحبيب ) قال فى رسالته الثانية ، محذراً الذين يبتعدون عن تعاليم السيد المسيح قائلا " إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة " ( 2يو9-10) . لذلك فإن الأرثوذكسى اللى عايز يغير مبدأه الأرثوذكسى لأجل المجاملة يخالف تعليم الكتاب المقدس، والإيمان السليم . والذى يقول ها يروح على سبيل التجربة يبقى مش فاهم طريق الخلاص بالمفهموم الأرثوذكسى ، وممكن ينجرف بتيار اللاطائفية إلى الخلاص بالمفهوم البروتوستانتى وهذا يبعده عن التناول من جسد الرب ودمه وعن التوبة والإعتراف، وكافة الاسرار الكنسية اللازمة للخلاص، والتي هي مجال عمل الروح القدس فى نقل خصل دم المسيح والعهد الجديد خلال هذه الأسرار . والذين يتهموننا بأننا متعصبين هذا خطأ لاننا نحن ملتزمون بتعاليم الكتاب المقدس ونصوصه التى تتحدث عن العقيدة الأرثوذكسية .
جوزيف : هما فعلاً بيتحاشوا الوعظ عن الفصول الكتابية التى تتحدث عن الإعتراف والتناول . والاسرار الكنسية . وإن جاء نص يشرح الأسرار لا يتحدثوا عن أهمية هذه الاسرار كعقيدة فى الخلاص
أبونا : نعم ، مش ممكن يشرحوا طريق الخلاص بالمفهوم الكتابى والرسولى .فهم يدعون الناس إلى التوبة والخلاص ، ولكن كيف يكون هذا ؟! إذا نادواً بتوبة وإعتراف أمام الله فقط، كان فكراً بروتستانتياً!! وإذا نُودى بالتوبة والإعتراف، والتناول ، ووجود كهنوت يكون بحسب الفكر الأرثوذكسى والكاثوليكى ، ولذلك فانهم بهذا المبدأ لا يتكلمون عن عقيدة ولا يهاجمون عقيدة بطريقة مباشرة ، بل يعملون على ترك ما هو عقيدة. وبذلك ينسو المؤمن عقيدة الكنيسة من خلال الكلام العاطفى والإنفعالى!! . فهل يمكن أن يكون ذلك فكراً مسيحياً متكاملاً نقدمه للمؤمنين من أجل الهدف الأسمى " نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس " (1بط 9:1)؟!! . فطريق الخلاص بالمفهوم السليم نصل إليه بممارستنا للأسرار الكنسية بإيمان وروحانية من خلال كل معتقدات الكنيسة الأرثوذكسية المستقيمة الرأى فى كل زمان وإلى منتهى الدهور ، لأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها .
مارك : طيب نعمل إيه فى أصدقائنا اللى عايزين يحضروا النهضة ده رغم أنهم أرثوذكسيين أصلاً ؟
أبونا : نصلى كلنا من أجلهم ، ونحاول نرشدهم لفكر الكنيسة الأرثوذكسية الأم ، ونوضح لهم خطورة حضور هذه الإجتماعات دون فهم لطريق الخلاص الأرثوذكسي. كمان لازم يفهموا الروحانية الأرثوذكسية التى تفوق كل الروحانيات فى الطوائف الأخرى فى الصلوات والتسابيح ، والقداسات الألهية حيث حضور المسيح بلاهوته وناسوته معنا على المذبح . فكنيستنا الأرثوذكسية تقدم لأولادها حياة روحية تهدف إلى إيجاد شركة مقدسة مع الثالوث القدوس فنكون شركاء الطبيعة الألهية كما قال معلمنا بطرس الرسول فى (2بط 4:1) . فمن خلال الإتحاد بالجسد والدم الأقدسين نكون جميعاً جسداً واحداً، وروحاً واحداً ، وقلباً واحداً ، كما نتحد بالرب يسوع نفسه إذ يثبت فينا ونثبت نحن فيه . فالروحانية الأرثوذكسية لا ترضى بالحياة لأجل المسيح فقط ، ولا بالحياة مع المسيح فقط ، وإنما تهدف إلى الحياة مع وفى المسيح . ومن خلال هذا الإتجاه ننطلق فى العبادة .
جوزيف : كلام جميل يا أبونا – كلمنا عن الروحانية الأرثوذكسية من فضلك .
أبونا : الحياة الروحانية الأرثوذكسية هى مجال عمل النعمة، ولكن يلزم أن تكون الأرادة حاضرة لتقبل النعمة أن تعمل فى الانسان وبدون النعمة لا فائدة من الجهاد، وبدون الجهاد لا يمكن للنعمة أن تبقى وتدوم وتنمو فى حياة المؤمنين . فالسيد المسيح قال "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو5:15)، فنحن لا نكلل إن لم نجاهد قانونياً (2تى5:2). ويلزمنا أن نتمم خلاصنا بخوف ورعدة (فى12:2). وليست الخبرة الروحية قائمة على أن أصعد بجهدى إلى الرب لأن الله هو الذى نزل إلينا . لكن قائمة على أساس أن أهئ حياتى لسكنى الرب فىّ أتقبل من الكنيسة كل وسائط النعمة التى تملأ كيانى فرحاً ونعيماً ، ويصبح الملكوت حقيقة حاضرة فما هو أخروى (إسخاطولوجى) يعاش فى الحاضر وأثناء الممارسات اليومية فى العبادة والليتورجيات .
مارك : وأيه كمان يا أبونا . فى خلال حلاوة الروحانية الأرثوذكسية ؟‍‍‍‍‍‍!!
أبونا : تهتم الكنيسة الأرثوذكسية بإبراز عمل الأقانيم الثلاثة ، بعكس الطوائف الأخرى تركز على عمل المسيح وحده فنجد عندنا الكاهن يعطى البركة الرسولية فيقول (محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون معكم ) .
وفى صلاة الأجبية نجد صلوات تقدم للأب السماوى (نشكرك أيها الآب أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ) وصلوات وأخرى تقدم للإبن صلوات تقدم لله الروح القدس فى قطع صلوات الساعة الثالثة. بل أن هناك قداسات تخاطب الآب ، وآخرى تخاطب الإبن . فالكنيسة الأرثوذكسية تعلم بأن الأقانيم الثلاثة تعمل فى وحدة عمل وإرادة ومشيئة واحدة .
جوزيف : لاحظت كمان يا أبونا لما كنت باروح هناك زمان (فى الجمعية اللاطائفية) إن كل واحد منهم علاقته مع ربنا شخصية فردية ، بعكس لما واظبت على كنيستى وجدت إن علاقتنا مع ربنا يسوع المسيح علاقة شركة للمؤمنين جميعاً مع المسيح يسوع .
أبونا : فعلاً يا جوزيف وده كمان هو القصد الذى من أجله جاء الرب يسوع هو أن يوَّحد الجميع فى واحد كما أنه هو والآب واحد والروح القدس" ليكن الجميع واحداً كما أنك أنت ايها الآب فىّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتنى ( يو21:17) . وطلب ذلك فى مناجاته الأخيرة مع الآب . والروحانية الأرثوذكسية لا تعرف الروحانية الفردية فمنذ أن يولد المؤمن ولادة ثانية من فوق بالمعمودية المقدسة يُغرس فى الكنيسة غرساً، وجميع أسرار الكنيسة تهدف إلى هذه الوحدة المقدسة التى تجعل كل المؤمنين جسداً واحداً ، وروحاً واحداً ، وفكراً واحداً ، وقلباً واحداً، بإيمان واحد ، لرب واحد، ورجاء واحد، ومعمودية واحدة . لذلك علمنا الرب يسوع أن نقول الصلاة الربانية بصيغة الجمع : "أبانا الذى فى السموات …"، وليس أبى الذى فى السموات ! وهذا لا يعنى أن الأرثوذكسية تلغى العلاقة الشخصية ، وتتجاهل الشركة الخاصة المؤمن والمسيح المخلص ولكنها إذ تؤكد هذه العلاقة تضعها فى إطار وحدة المؤمنين برباط الكمال الذى هو رباط المحبة ، ووحدانية الروح. وهذه الوحدة واضحة فى صلاة القداس حيث يشترك الأسقف أو الكاهن مع الشماس مع الشعب ، لا يقدر أحد أن يشترك فى القداس بدون باقى الأطراف وأنما الجميع فى وحدة متناغمة معاً. فنرى فى القداس يقول الكاهن .. ثم يقول الشماس .. ثم يقول الشعب … وهكذا نجد القداس شركة جميع المؤمنين أو كما يُطلق عليها باللغة اليونانية (ليتورجية) أى (عمل جماعى) خلال الصلوات .
مارك : يعجبنى فى كنيستى الأرثوذكسية أشتراكنا أيضاً مع السمائيين فى عبادتنا .
أبونا : نعم يا مارك الروحانية الأرثوذكسية تهتم بوحدة السمائيين مع الأرضيين . فالعلاقة القوية التى تربط المؤمنين المنتصرين الذين كملوا فى الإيمان، مع المجاهدين الذين لا يزالون يركضون "نحو الغرض لأجل جهالة دعوة الله العليا "( فى 14:3) . هى محور من أهم محاور الروحانية الأرثوذكسية. فالكنيسة الأرثوذكسية تنظر إلى السماء والأرض وقد إتصلنا ببعضها فى إتحاد لا ينفصل .
وتصلى الكنيسة قائلة فى صلاة الاجبية ( عندما نقف أمامك وقت الصلاة نحسب كالقيام فى السماء ") . وفى قداس القديس أغريغوريوس تصلى الكنيسة قائلة ( الذى أعطى الذين على الأرض تسبيح السارافيم إقبل منا نحن أيضاً أصواتنا مع غير المرئيين وأحسبنا مع القوات السمائية ) وتصلى فى جزء أخر من نفس القداس قائلين عن الشاروبيم والسيرافيم أنهم ( يصرخون واحد قبالة واحد منهم يرسلون تسبحة الغلبة والخلاص الذى لنا بصوت ممتلئ مجداً …) فنحن نصلى تسبحة السمائيين، وهم يسبحون تسبحة الخلاص الذى لنا ، وهذا يجعلنا نعيش روحانية الوحدة للكنيسة فى السماء والارض . كذلك أيضاً فى صلاة المجمع تظهر حياة الشركة والوحدة بين الكنيسة المجاهدة والكنيسة المنتصرة فى السماء وصلاة المجمع فيها طلبة، وتضرع .
جوزيف : فعلاً الروحانية الأرثوذكسية تتميز بعمقها عن أى روحانية أخرى .
مارك : وأيه كمان يتميز به الروحانية لكنيستنا الأرثوذكسية ؟
أبونا : كمان يميز الروحانية الأرثوذكسية تقديس المادة فى الروح - فالماء ، والزيت ، والخمر ، والخبز مجالات ضرورية فى إتمام أسرار الكنيسة لكى ننال من خلالها بالروح القدس فعل الصليب والخلاص .
بل أن أجسادنا نفسها سوف تقوم فى مجد، وستسطع أجساد القديسين بالنور والبهاء بعد القيامة . والجسد نفسه سيشارك الروح بركات الدهر الآتى، كما شاركها أتعاب الجهاد فى أرض الغربة . والكون والخليقة التى فسدت بسقوط آدم تعود مرة ثانية إلى وضعها الطبيعى فى إتفاق وانسجام لتصير جديدة " ثم رأيت سماء جديدة ، وأرضنا جديدة (رؤ 1:21). ومن هذا المنطلق لا ترى الكنيسة غرابة فى تقديس المذبح ، والأيقونات وتكريسها فى بيت الله . وتسمح للمؤمنين بتقبيلها وطلب شفاعة القديسين أصحاب الأيقونات المكرسة وإنارة الشموع أمامهم .
مارك : أحنا أستمتعنا جداً يا أبونا بالحديث معك عن الروحانية الأرثوذكسية ودلوقت نقدر نرد على أى حد يحاول يشككنا فى روحانية كنيستنا. ومش عارف هما ليه مش قادرين يفهموا روحانية صلواتنا فى الكنيسة ويقولوا إن صلواتنا مكررة ومحفوظة ومش شاعرين بحلاوتها .
جوزيف : لأنهم ما جربوهاش ، ولا يوجد إختبار حى لها ، وذلك لان كل إنسان بعيد عن الكنيسة لا يشعر بحلاوتها إلا لما يتذوقها داخل الكنيسة، وده أنا شاعر بيه كويس لأنى كنت بعيد عن الكنيسة فى فترة ما .
أبونا : يا أولادى مبدأ الصلاة المحفوظة والمكررة موجود فى الكتاب المقدس، والرب يسوع علمنا صلاة كلنا حافظينها وبنكررها دايماً هى الصلاة الربانية ( مت9:6-15 ). وفى بستان جثيمانى يقول الكتاب إنه كرر الصلاة بعينها ثلاثة مرات (مت39:26-45 ) .
طيب والترانيم اللى بيرنموها فى هذه الجمعية أليست صلاة محفوظة ؟!! . فمن الأفضل ان نصلى الصلوات التى جاءت فى الكتاب المقدس ووضعتها الكنيسة الاولى .
كمان يا أولادى الكتاب المقدس لما إحنا بنحفظه وبنكرره إيه الخطأ فى كدة ؟!! شوفوا يا أولادى كنيستنا مبنية على أساس سليم ومتين، وكل عقيدة فيها لها أساس كتابى وأوعوا حد يشككم فى كنيستك الأرثوذكسية ، وبإستمرار تقرأوا الكتاب المقدس وكتب الكنيسة التى تشرح العقيدة من خلال الكتاب المقدس . وضرورى تيجوا تسألو عن أي حاجة مش فاهمينها والكنيسة أمكم مستعدة للإجابة ، لكى تكونوا أنتم كمان مستعدين لمجاوبة كل من يسألكم عن سر الرجاء الذى فيكم .
جوزيف : أنا بأشكر ربنا جدا لأنى بنعمته رجعت للكنيسة أمى التى تهتم بخلاص نفسى ، بعدما كنت ماشى فى طريق الروحانية السطحية، وكان ممكن يؤدى هذا إلى فقدان بركات كثيرة .
مارك و أبونا : الحمد لله يا جوزيف .
أبونا : والكنيسة فاتحة أحضانها لكل أولادها وبترحب بيهم فى أى وقت .
جوزيف و مارك : طبعاً وإحنا متشكرين جداً يا أبونا على تعب محبتك وربنا يحافظ لنا عليك ويبارك فى خدمتك صلى لأجلنا يا أبونا.
جميل جداً يا تاسونى الموضوع ده.
و فى سنة 1999 فى مهرجان ثانوى (تحت رعاية نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب) كانت كنيسة مار جرجس بالظاهر - القاهرة - قد شاركت بمسرحية فى النشاط المسرحى. و لقد تناولت هذه المسرحية خطورة التمسك بالروحيات دون الثبات فى العقيدة.
و لقد حصلت هذه المسرحية على المركز الثانى فى مهرجان شباب ثانوى.

ربنا يثبتنا فى عقيدتنا و التى دفع ثمن الثبات فيها القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولى (نفى 5 مرات) و القديس العظيم البابا ديوسقورس (تحطيم أسنانه و نتف شعر لحيته) و القديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف (فقأ عينه).

يا رب أرحم و أبحث عن خرافك الضالة و الخراف الذين فى الحظائر الأخرى.
`11`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010