القسمة والنـــصيب

كثير ما تستعمل كلمة القسمة والنصيب فى حياتنا اليومية هل انت تؤمن بل قسمة والنصيب أحب أسمع رد الأعضاء
طبقاً لمقال كان قد تم نشره من عدة سنين للمتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا غريغوريوس أسقف اللاهوت البحث العملى فلا يوجد ما يسمى بالقسمة و النصيب فى قاموس اللغة المسيحية. و القسمة و النصيب هى الشماعة التى يعلق عليها الكثيرون فشلهم متحججين أن كل شئ قسمة و نصيب، و أن المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، و إنك يا بنى آدم تجرى جرى الوحوش غير رزقك لم تحوش، إلى آخره من هذه الأقوال التى لا تمت بصلة لتعاليم كنيستنا المجيدة.

أما نحن أبناء الله فنقول أن كل شئ يتم طبقاً لمعرفة الله، و لكن ليس بالضرورة حسب إرادته "الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون" (1تى 2 : 4). و مع أن هذه هى إرادة الله إلا أن الجميع لن يخلصوا ضد إرادة الله. فهناك من سيخلص و هناك من سيهلك. إن الله يعرف حسب معرفته غير المحدودة ما سيفعله كل واحد فينا، و يعلم من سيهلك، و لكنه كأب محب يحذر الهالكين بكل التحذيرات، و يرسل لهم كل وسيلة لكى يرجعوا عن سبيلهم و غيهم، و لكنهم لهم آذان و لا يسمعون و لهم عيون و لا يبصرون. مثال ذلك فرعون الذى رفض أن يسمع لموسى بالرغم من كل الضربات التى لحقت به، إلا أن كبرياءه و غلاظة رقبته جعلتاه يتشبث بموقفه من باب العند فقط لا غير.

مثال فرعون كثيرين مننا إذ أن الله يرشدنا دائماً للصواب، و أعطانا موهبة روحه القدوس فى سر الميرون لكى يكون معنا فى كل حين مرشداً و مبكتاً و مذكراً و معلماً، و لكننا نسمع له مرة و نرفض مرات. و مثال فرعون هم من يقولون "كل شئ قسمة و نصيب".

فتجد إنسان فشل فى زيجته و تحطمت حياته و يقول "أصل كل شئ قسمة و نصيب"، بينما هو كان قد رأى فى فترة الخطوبة ما ينبئ بفشل الزواج و لكنه أصر و تمادى فى عنده و أصم أذنيه عن السماع لصوت الله الذى يريد أن يقول له "هذه الزيجة فاشلة". و مثال هؤلاء هم من يصيحون و يتشاجرون مع الكنيسة حتى تبيح لهم الطلاق و كأن الكنيسة هى السبب فيما هم فيه.

مثال آخر هو الانسان الفاشل فى دراسته و عمله و الذى لا يكلف خاطره بالاجتهاد، و لا يعمل بجدية، و تجده يعطى لنفسه مسكنات كالأمثلة التى ذكرتها سابقاً مثل كل شئ قسمة و نصيب، و المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، و يا إبن آدم تجرى جرى الوحوش غير رزقك لم تحوش و ما إلى ذلك من أمثلة العاطلين و الفاشلين.

إن القسمة و النصيب لا وجود لهم فى قاموس حياتى الشخصية، و لا أعترف بهم، و لا ينتمون لتعاليم آباء الكنيسة. الله حينما خلق آدم و حواء خلقهما على صورته كمثاله من حيث حرية الارادة و القدرة على التفكير المنطقى و إتخاذ القرارات. و لكنه لم يتركنا لجهلنا بل إنه يرشدنا بإعلانات حسب إحتياجنا، و حسب صلاتنا، و حسب علاقتنا بالله. فالانسان الذى يعيش مع الله و يطلب معونة الله و إرشاده فى كل شئ نجد أذنه مدربة على السماع إلى صوت الله الهامس. و حتى الانسان الذى ليس له علاقة بالله فإن الله يرشده أيضاً و لكن هذا الانسان لبعده عن الله فقدت أذنه الحساسية على سماع صوت الله و اصبح عديم القدرة على التمييز بين الصواب و الخطأ و كثيراً ما يتخذ قرارات فاشلة فى حياته لأنه لم يستطع تمييز صوت الله.

و هذا رأيى الشخصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010