" أثمن من اللآلىء "




"أثمن من اللآلىء"
=================


يا لها من إنسانة سعيدة من يُقال عنها أن ثمنها يفوق اللآلئ...

نعم، إن كل امرأة تحتاج لما يُشعرها بقدرها الحقيقي ..

ويقدم لنا الكتاب المقدس معلومات مثيرة تؤكد أننا مخلوقون على شبه الله، وهكذا يمكن لحياتنا أن تكون أفضل من المجوهرات اللامعة، وأغلى ثمناً منها.. في نظر الله والمحيطين بنا.

وعلينا إدراك أن التشبيه بالأحجار الكريمة، يعني الكثير من الوقت والجهد لتحقيق الأهداف. ونحن لا يمكننا أن

نصل إلى تقييم ذاتي حقيقي، إلا إذا نظرنا إلى حياتنا من منظور علاقتنا بخالقنا الذي صممنا وخلقنا.

منذ بدء الخليقة:
إن الله ينظر إلى المرأة على أنها غالية الثمن؛ فنحن نقرأ في الصفحات الأولى من الكتاب المقدس، والتي تتحدث عن الخليقة كلها أنه لم يُخلق على صورة الله سوى البشر؛ فقد خلق الله آدم وحواء على صورته.

ولم يكتف الله بخلق السموات التي لا يمكن لأي جمال أن يضاهيها، أو بالأرض المملوءة بالحيوانات والمزينة بالأشجار والأزهار، لكنه أراد أن يخلق كائناً روحياً تربطه علاقة به. فالله الذي طبيعته المحبة كان يبحث عن محبة وصداقة تربطه مع الرجل والمرأة، ولم تكتمل الخليقة إلا عندما منح الله حياة لآدم وحواء.

وقد أعد الله خططاً رائعة لحياتهما، لذلك سيدرك كل منهما الطريقة المثلى للحياة عن طريق حياتهما معه وله؛ ليصيرا بذلك سعيدين وكاملين. هكذا نرى أن حياة المرأة الأولى على الأرض قد صارت موطناً لبركات الله؛ فالله قد أحبها وكان ينزل يومياً من السماء ليتمشى معها ويتحدث إليها. ولكِ أن تتخيلي!

لم تكن حواء إنساناً آلياً، بل كانت مخلوقة من لحم ودم. لقد كانت لها شخصيتها المستقلة، وإرادتها الحرة؛ وكان عليها أن تختار إما أن تقبل حب الله أو ترفضه. لكن للأسف حين أتت الساعة، وأتيحت لحواء الفرصة لتبرهن عن حبها لله، وتعبر له عن استعدادها لتتبعه بكامل إرادتها لم تنجح في الاختبار؛ لأنها كسرت الوصية الوحيدة التي تُبهج قلب الله، وهي الطاعة.

وهكذا دخلت الخطية إلى العالم منذ تلك اللحظة، وصار كل البشر خطاة، ولم يعد الله يحظى بمكانته الحقيقية التي يريدها في قلب الإنسان.

لقد ابتعدت قلوب النساء جميعاً بفعل خطية حواء، وعدم طاعتها. وقد أدى انفصال النساء عن الله إلى أن تعاني كل منهن في علاقاتها الأخرى.. مع زوجها وعائلتها، ومع العالم أجمع. فهي لم تعد قادرة على تحقيق الهدف الذي وضعه الله لها، لتكون الشخصية التي تمثله بفرح على الأرض، وتشارك الرجل في مسئولية سلطته على الأرض. وهكذا حاولت النساء أن تملأن قلوبهن الفارغة بأمور أخرى لم تنجح أي منها في أن تملأ فراغ الانفصال عن الله، الذي تسببت فيه حواء بعصيانها.

خلاصٌ مجاني:
بالطبع لم يكن الله ليتخلى عن قدسيته وصلاحه، ويقبل الإنسان الخاطىء كما هو. وبدا أن عبور الفجوة التي صارت بين الله والجنس البشري مستحيل؛ فحتى من يتمتع بمستوى أخلاقي مرتفع لم يكن يستطيع أن يقف أمام الله نقياً من الخطية. كان لابد من معاقبة الخطية، ولم يكن العقاب سوى حكم بالموت. لكن الله كان مازال يحب الرجل والمرأة؛ لذلك فقد خطط لاستعادة العلاقة المفقودة. كان لابد أن يقدم شخص حياته ثمناً لخلاص الإنسان، وكان لابد أن يكون هذا الشخص نقياً من الخطية، ولم يمت قبلاً بسبب انفصاله عن الله. لقد كانت البشرية تحتاج إلى وسيط؛ فأتى الرب يسوع إلى الأرض لأنه الوحيد القادر على تحقيق مقاصد الله.

لقد أثبت الرب يسوع بمجيئه إلى الأرض أن الرجل والمرأة يتمتعان بمكانة عليا عند الله. فهو لم يخلقهما فحسب، بل كان مستعداً أن يقدم ابنه ليموت عنهما. ومنذ تلك اللحظة صار من الممكن لكل إنسان أن يقيم نفسه في ضوء الثمن الذي دفعه الله من أجل خلاصه، وتستطيع كل امرأة أن تجد هويتها الحقيقية، وقيمتها الفعلية من خلال نظرة الله لها. فلم يُلق الرب يسوع خطباً مؤثرة تتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة، بل فعل ما هو أفضل، فلقد عبر بسلوكه تجاه النساء عن محبته لهن، إذ كن ضمن مجموعة أصدقائه المقربين الذين كانوا يصاحبونه ويخدمونه طوال فترة إرساليته. وبعد قيامته ظهر في أول الأمر إلى امرأة، وأمرها بأن تخبر الآخرين بالأخبار السارة.

ها هو الرب يسوع يقدم السعادة الحقيقية لكل امرأة، لكنها سعادة مشروطة كما كانت مع حواء.. وشرطها هو الطاعة. فلابد للمرأة أن تؤمن بالرب يسوع المسيح وتقبله كمخلص شخصي لها لتكون لها هذه السعادة.

لكن كيف يحدث هذا؟ يوضح لنا الرسام الإنجليزي "وليام هولمان هانت" هذا المعنى بصورة رائعة؛ فعندما انتهى من لوحته الرائعة "نور العالم" – التي تصور الرب يسوع واقفاً على الباب ويقرع – عرضها على أصدقائه، فقال واحد منهم: "هذه لوحة رائعة.. لكن ألم تنس شيئاً؟ لا يوجد مقبض على الباب!" وكانت إجابة هانت: "المقبض من الداخل يا عزيزي!" فالرب يسوع لا يقحم نفسه في قلوبنا، بل علينا نحن أن نفتح الباب باختيارنا، وندعوه للدخول ليحيا فينا. ونحن يمكننا أن نفعل ذلك بصلاة بسيطة نُعبر فيها عن احتياجنا له كمخلص لحياتنا.

قرار السعادة:
إن السعادة الحقيقية تعتمد على قرار واحد لا غنى عنه، وهو قرار طاعة الله. إن أرادت المرأة أن تصير جوهرة، لابد لها أن تقبل عرض الله بالحياة الأبدية في الرب يسوع المسيح، ومتى قبل ذلك العرض فستتمتع بالسعادة والحرية الحقيقية بدرجة تتناسب مع مدى خضوعها للرب.

وتستطيع كل امرأة أن تحيا يومياً مع الله مثلما كانت تحيا حواء معه في جنة عدن. فالرب يسوع عندما عاد إلى السماء أرسل روحه القدوس ليحيا في كل من يؤمن به، والروح القدس يعزي المؤمنين ويرشدهم ويمنحهم الضمان الداخلي لحياتهم الأبدية مع الله.

الروح القدس هو الذي ينمي في حياتنا أنواع الفضائل والمواهب التي نجدها في سفر الأمثال الأصحاح الحادي والثلاثين. لذلك يكتب الرسول بولس قائلاً: "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل 22:5 و 23). نعم، تستطيع المرأة أن تصير أثمن من اللآلىء في عيني الإله المثلث الأقانيم؛ فالمرأة غالية على قلب الله الآب الذي خلقها، وعلى قلب ابنه الرب يسوع المسيح الذي قدم حياته لأجلها، وغالية أيضاً على الروح القدس الذي أتى ليحيا داخلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010