القدوة فى حياة الخادم

سلام الرب لكم :

“لا يستهن أحد بحداثتك، بل كن قدوة للمؤمنين فى الكلام و التصرف فى المحبة فى الروح فى الإيمان فى الطهارة" (1 تى 4 : 12)


الإنسان المسيحى مطالب أن يكون قدوة للآخرين بصفة عامة و الخادم بصفة خاصة و هذا يعتمد أساسا على عمل الروح القدس فى الإنسان الذى يحيا للمسيح. "لى الحياة هى المسيح" (فى 1: 12).

وهكذا كتب القديس بولس الرسول أيضا إلى تلميذه تيطس قائلا " مقدما نفسك فى كل شىء قدوة للأعمال الحسنة" (تى 2: 6 - 7).
و المطلوب من الكل أن يكونوا قدوة لذا يقول الرسول "كونوا متمثلين بى معا أيها الإخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عنكم قدوة" (تى 3:17).

أولاد الله جميعا يجب أن يكونوا قدوة لجميع الناس " يروا الناس أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى الموات" (مت 5:16).
ولقد دعانا المسيح له المجد نورا للعالم وملحا للأرض..ولذا يقول الرسول بولس "لأنه الله هو العامل فيكم أن تريدوا و أن تعملوا من أجل المسرة. إفعلوا كل شىء بلا دمدمة أو مجادلة لكى تكونوا بلا لوم و بسطاء أولادا لله بلاعيب فى وسط جيل معوج و ملتوٍ تضيئون بينهم كأنوار فى العالم" (فى 2:13-15).
ولقد قدم لنا ربنا و مخلصنا يسوع المسيح ذاته قدوة قائلا "تعلموا منى لانى وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم"(مت 11:28) و أيضا لأجلهم أقدس أنا ذاتى(يو 17 : 19 ) لذا وجب على كل الرعاة و الخدام أن يقدموا ذواتهم قدوة و مدققين بأن يكونوا بلا عثرة للمخدومين مرددين مع الرسول " لسنا نجعل عثرة فى شىء لئلا تلام الخدمة" (2كو 6 : 13 )

إن سبب إنتشار المسيحية لم يكن فقط بالوعظ و التعليم و إنما بالقدوة فى حبياة المؤمنين مما جذب إليهم الكثيرون متحققين من صدق تعالم المسيح مما يحلو ان نسمى حياة القدوة بالإنجيل الخامس أو الإنجيل المعاش.

+قدوة فى الكلام:



أى أن يكون له الكنز الصالح(القلب) الذى يخرج منه الصالحات، فبأى لسان نتكلم؟!.. يوصينا الرسول يعقوب قائلا "ليكن كل إنسان مسرعا فى الاستماع مبطئا فى الغضب" (يع 1 : 19).
بلا شك أن لغة الانسان تظهره و تكشف مابداخله من مبادىء أو أمثلة روحية.
" الصديق يبغض كلام الكذب" ( أم 13 : 15 ) " كثرة الكلام لا تخلوا من معصية. أما الضابط شفتيه فعاقل" (أم 10 : 19)

كيف تتكلم إلى غيرك؟!.. لا تقاطع غيرك فى الكلام ولا تتعجل فى الرد بل تعلم فضيلة الإستماع.

إحذر أن يتكلم لسانك بالباطل الذى لا يمجد إسم إلهك أو تدنس فمك بالكلام الدنس.



+ قدوة فى التصرف:



أى قدوة فى السلوك.. فسلوك الخادم لابد أن يظهر مسيحيته سواء فى البيت أو الكنيسة أو فى العالم
فى البيت طائعا و باذلا

فى الكنيسة مصليا و خادما

فى العالم عاملا و طاهرا

" من علم و عمل يدعى عظيما فى ملكوت السموات" (مت 5:19 )

إن السلوك الخاطىء من بعض الخدام يؤثر مباشرة على المخدومين مما يسبب العثرة لهم

و قيل" ويل لمن تأتى بواسطته العثرات" (نت 18: 7)

هذه الأخطاء إما أن يقلدها الخدام فتضيع روحياتهم أو أن ينتقدوها فيقعون فى خطية الإدانة..
فالسلوك المستقيم للخادم أو للمسيحي بصفة عامة ينبع من خضوعة للوصية, الإلهيه فى حياته و التى تتحول فى حياته إلى منهج ومبدأ روحى لا يتغير بتغيير الظروف المحيطة به.



+ قدوة فى المحبة:



يتميز أولاد الله بالمحبة... لأن المحبة قد إنسكبت فى قلوبكم بالروح القدس المعطى لهم (رو 5: 5 ) من أجل ذلك ففى امكان الانسان المسيحى أن يكون قدوة فى المحبة.



ففى محبتنا لله .. نبغض العالم و شهواته و نسعى دائما لإرضائه و صنع مشيئته و تنفيذ وصيته ولا نحتسب نفوسنا ثمينة عندنا حتى نتمم بفرح الخدمة التى إستلمناها من يده فلا نسعى وراء الراحة بل نستعذب كل تعب من أجل مجد إسم القدوس.



وفى محبتنا للقريب و للأخوه و حتى للأعداء سنبارك من يلعننا و نحسن إلى من يبغضنا و نصلى لأجل من يسىء إلينا.

"نشتم فنبارك نضطهد فنحتمل يفترى علينا فنعظ" (1 كو 4 : 2) مثال سيدنا يسوع المسيح الذى قيل عنه ..".إذا شتم لم يكن يشتم عوضا " (1 بط 2 : 23 )



+ قدوة فى الروح:



هذا يعنى عمل الروح القدس و ثماره فى حياة الإنسان المسيحيى روح و ديع هادىء ...روح متواضع و منسحق...روح وقور لا يعرف الهزل أو كلام السفاهة..روح أمين على أسرار الآخرين.

إن الخدمة كما يقول قداسة البابا شنودة الثالث ليس كلاما و إنما هى روح و حياة (يو 6 : 63) و أن الخادم الذى لايملك سوى معلومات لايأخذون منه سوى هذه المعلومات بلاروح ..فالخادم الروحى ليس مجرد درس بل حياته كلها خدمة...إنه حياه روحية تتحرك فى عمق و تؤثر روحيا فى غيرها بطريقة مشوقة غير مصطنعة و يكون غسم الرب حلوا فى فمه يتحدث عنه بطريقة تجذب و تربح النفوس.

بعض الناس يظنون ان المبادىء المسيحية مثاليات من يستطيع تنفيذها أما الخادم الروحى فيقدم هذه المثاليات منفذه فى حياته.



+ قدوة فى الإيمان:

إيمان بإبن الله الذى احبنى و أسلم نفسه لأجلى (غل 2: 20) و كما يقول يوحنا الحبيب " هذه هى الغلبة التى تغلب العالم إيماننا. من هو الذى يغلب العالم إلا الذى يؤمن أن يسوع هو إبن الله" (1 يو 5 : 4،5)



فنؤمن أنه ليس للشيطان سلطان علينا...ولا للخطية..ولا للعالم فنسلك كما يليق ببنوتنا لله ولا نشابه أهل هذا الدهر.



إيمان بالحياة الأبدية..: اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو 10 : 10) هذه هى الحياة التى عرفها أباؤنا القديسون بالإيمان

فنظروها و صدقوها و حييوها وأقروا بأنهم غرباء و نزلاء (عب 11 : 13) مثال أبينا إبراهيم

فالخادم الحقيقى يعيش متغربا فى العالم و بعد نفسه و الآخرين للحياة الأفضل و يسعى دائما أن تكون سيرته محفظة فى السموات (فى 3 : 20)

إيمان بان الله معنا " يدعون إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" (مت 1 : 23) الخادم المؤمن يشعر دائما انه ليس بمفرده

فلا ينظر لضعفه بل يثق بأن الله معه سند و معين فلا يخاف ولا ينزعج مهما كانت الريح ضده و أمواج بحر هذا العالم..فهو يتمسك بإلهه و متوكل عليه "طوبى لجميع المتوكلين عليه" حتى يستطيع أن يشدد الضعفاء و يعزى المتضايقين و كما يقول بولس الرسول " مبارك الله الذى يعزينا فى كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزى الذين هم فى كل ضيقة بالتعزية التى نتعزى بها نحن من الله" (2 كو 1 : 3 – 4 )



+ قدوة فى الطهارة:



" فى كل شىء نظهر أنفسنا كخدام الله فى صبر كثير فى شدائد فى ضرورات فى ضيقات..فى اتعاب فى أسهار فى أصوام فى طهارة فى علم فى أناة فى لطف........" (2 كو 6 : 6 )

هكذا يؤكد بولس الرسول على وجوب حياة الطهارة للخادم بصفة عامة لأنه سيدعو الناس للملكوت و هذا لايدخله شىء دنس او نجس ...فهو لا يشارك فى أعمال الظلمة ولا يسلك طريق المستهزئين ولا يعطى أذنا لأباطيل العالم و يغمض عينيه عن الشر مرددا هذه الوصية

" فإذ لنا هذه المواعيد أيها الاحباء لنطهر زواتنا من كل دنس الجسد و الروح مكملين القداسة فى خوف الله" (2 كو 7 : 1 )
.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010