المعجزات بين الوهم و الحقيقة

هذا الموضوع كان موضع حوار بينى و بين الشباب، و لقد ذكرنى به مشاهدتى لقناة CTV إذ كان نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل يتكلم عن نفس الموضوع فى عيد القديسة مارينا، و لقد رأيت أن أطرح هذا الموضوع بيننا لأننا تطرفنا كثيراً بين رافض للمعجزات، و بين مصدق للخزعبلات.

لو ذهبت إلى أى مكتبة مسيحية ستجد أن الكتب و الشرائط الأكثر مبيعاً هما كتب و شرائط المعجزات سواء للقديس البابا كيرلس السادس، أو تاماف إيرينى، أو أبونا عبد المسيح المناهرى، إلخ إلخ. بل أن أحد شيوخ الكنيسة البروتستانتية قد قد سخر من هذه الحقيقة و هو يخاطب كاهن أرثوذوكسى و قال له: لو أردت الثراء السريع إطبع كتاباً عن معجزات أى قديس، و سيباع أكثر من كتب العقيدة نفسها. إن هذه الشرائط أصبحت أكثر مبيعاً من شرائط التسبحة و الترانيم و القداسات الإلهية، و كتب المعجزات أصبحت الأكثر مبيعاً من كتب العقيدة و اللاهوت و علم النفس و كتب كثيرة أخرى هامة لخلاص نفوسنا.

إن الناس إنقسمت إلى فريقين: فريق ينكر المعجزة إنكاراً تاماً و يحاول إيجاد تفسير علمى لها، و فريق يصدق كل شئ و يجرى وراء كل رواية و يصدق كل شئ دون أن يفكر فيما إذا كانت هذه المعجزة من الله أم من الشيطان إم إنها رواية خرافية لا اساس لها من الصحة.

الفريق الأول الذى ينكر وجود المعجزات إنكاراً تاماً منه من هو ضحية للفريق الثانى الذى أصبح يروى كل شئ على إنه معجزة، و لذلك و لأنه عقلانى لا يستطيع أن يصدق كل شئ بسهولة فيأخذ موقف مضاد تماماً و ينكر المعجزات إنكاراً تاماً. ذلك الذى ينكر المعجزات ينكر إنجيل مرقس بكامله لأن إنجيل معلمنا مار مرقس الانجيلى و البشير هو أكثر الأناجيل التى روت معجزات صنعها السيد المسيح. فكيف يوجد من ينكر المعجزات بينما السيد المسيح نفسه قد صنع معجزات. أيضاً الذى ينكر المعجزات يحاول إيجاد تفسير علمى عقلى لها فيذهب إلى إنكار الوحى الإلهى. فهناك من أرادوا أن ينكروا معجزة شق البحر و عبور شعب إسرائيل و قالوا أن كلمة بحر هنا كان المقصود بها بركة صغيرة من الماء، و لقد إنتظر موسى النبى فترة معينة للقمر يصبح فيها الجزر فى أقصى مداه، فتجف الأرض و يعبر الشعب. لكن الذى يقول هذا لا يعترف بالنصف الآخر من المعجزة و التى رجعت فيه المياه و غرق جيش فرعون بالكامل. فكيف ينكر هؤلاء هذا الحدث و يقولون إنها بركة صغيرة من المياه، إذ كيف تغرق جيوش فرعون بالكامل فى بركة صغيرة؟ إن هذا الفريق الذى ينكر المعجزة لا يؤمن بمعجزات القديسين من شفاء و حل مشاكل، و لا يستعين بشفاعاتهم، و لا أى شئ. و هذا الفريق يخسر كثيراً و يضع نفسه فى موقف لا يحسد عليه أمام الوحى الإلهى الذى يذكر 10 معجزات صنعها موسى النبى فى أرض مصر، ثم معجزة شق البحر، ثم إنزال المن و السلوى من السماء، ثم عامود النار و الغمام، ثم تحويل المياه المرة إلى حلوة، و إنفجار مياه من صخرة، و معجزات كثيرة صنعها الله مع موسى النبى. هذا مع موسى النبى فقط، فما بالكم بباقى الكتاب المقدس؟؟

الفريق الثانى المتطرف فى تصديق المعجزات قام بإلغاء عقله و أصبح يصدق كل شئ و يجرى وراء المعجزات، فيسمع عن صورة تنزل زيت فى الصعيد فيجرى وراءها، و يسمع عن شال أبونا عبد المسيح المناهرى فيجرى وراءه، و يسمع عن رمل أبونا يسى فيجرى وراءه، و يسمع عن ظهور للقديسة العذراء مريم فى أسيوط فيجرى وراءه، و يستقبل إيميل فيه معجزرة فيرسلها إلى كل أصدقاءه، و أصبح يصدق كل رواية ولا يفصل بين الحق و الخزعبلات، ولا يمتحن الأرواح، و يصبح مثلما يقول عنه سفر الأمثال "الغبى يصدق كل شئ".

الحقيقة هى إن المعجزات موجودة، و هى حقيقة، و لقد أيد و دعم الله أنبياءه بالمعجزات مثلما فعل مع موسى النبى، و دعاهم و طمأنهم بالمعجزات مثلما صنع مع جدعون، و خلصهم بالمعجزات مثلما صنع مع حزقيا الملك حينما حاصرته جيوش سنحاريب. بل أن السيد المسيح نفسه صنع معجزات و آيات يقول عنها القديس يوحنا الانجيلى "واشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (يو 21 : 25).

و أيضاً معجزات القديس البابا كيرلس السادس، و المعجزات التى حدثت بسبب شال أبونا عبد المسيح المناهرى، و المعجزات التى حدثت بسبب رمل قبر أبونا يسى كلها حقيقية. و ظهور القديسة العذراء مريم فى الزيتون حقيقة. و يوجد معجزات لقديسين كثيرين من شفاء مرضى و إخراج شياطين و حل مشكلات مستعصية يتممها الله بشفاعة هؤلاء القديسين. فالمعجزة يصنعها الله و ليس القديس، و لكن الله يصنع هذه المعجزة بشفاعة القديسين ليزيد من الترابط بين الكنيسة المنتصرة و الكنيسة المجاهدة، و ليرينا قوة شفاعة هؤلاء المنتصرين و قوة صلاتهم.

و المعجزات ليس لها شروط لأن الله يصنع معجزات مع أناس لا يعرفون الله كى يدعوهم إليه، و يصنع معجزات مع ناس كى يؤمنوا، و يصنع معجزات مع ناس لأنهم آمنوا. لا يوجد شرط لهذه المعجزات و لكن الله يعرف المدخل لكل نفس بشرية. فالملك قسطنطين البار لم يكن يعرف الله حتى أظهر له علامة الصليب المقدسة و قال له "بهذا تغلب" وكانت له النصرة و أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية. بينما الجموع فى معجزة إشباع الجموع و فى معجزة إقامة لعازر كانت المعجزة لازمة كى يؤمنوا. و فى معجزة شفاء عبد قائد المائة كانت من أجل إيمان قائد المائة نفسه، وكذلك فى معجزة شفاء المرأة نازفة الدم كانت من أجل إيمانها.

أيضاً يوجد نقطة مهمة جداً ذكرها سيدنا الحبر الجليل الأنبا رافائيل إذ قال إن المعجزة لا يرفضها العقل، و لكنها فوق مستوى العقل. بمعنى إن معجزة شفاء مريض لا يرفضها العقل لأن الله الذى سمح بالمرض هو نفسه الله الذى سمح بالشفاء. و إن كان العلم و الطب يعجزان عن فهم ما حدث و لكنهما يصدقان و يقران بحدوث شفاء معجزى. و هذه النقطة التى ذكرها نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل هامة جداً لأنها تضع لنا أول نقطة فى كيفية قبول المعجزة و الاقرار بها.

إن مشكلتنا فى الكنيسة إننا ننساق وراء من يصنعون المعجزات و نقر بقداستهم، بينما العكس هو الذى يجب أن يكون. بطريقة أخرى يجب أن نؤمن أن القديس يصنع المعجزات، و ليس العكس أن المعجزات يصنعها قديس. بل أن قديس عظيم و أعظم مواليد النساء القديس يوحنا المعمدان لم يذكر عنه الكتاب أية معجزة - بل ذكر الكتاب علناً أنه لم يصنع معجزة واحدة و مع ذلك كان أعظم مواليد النساء. أما ضرورة عدم الانسياق وراء من يصنعون المعجزات فذلك لعدة أسباب:

يقول المزمور 74: قَدْ زَمْجَرَ مُقَاوِمُوكَ فِي وَسَطِ مَعْهَدِكَ، جَعَلُوا آيَاتِهِمْ آيَاتٍ. و هذه الآية توضح أنه يوجد مقاومون لله يدعمهم الشيطان بآيات حتى ينساق خلفهم أناس عميان ممن يجرون خلف المعجزات. و يتضح هذا من قول الوحى الإلهى "جعلوا آياتهم آيات" - أى أن أعمالهم الشيطانية أظهروها على إنها من الله. و قول "فى وسط معهدك" يوضح أن أمثال هؤلاء موجودين معنا فى وسط الكنيسة. بل أن القديس يوحنا الرائى يقول لنا فى سفر الرؤيا عن الوحش: وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ، وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ (رؤ 13: 13، 14). و أيضاً يعملنا الكتاب المقدس أن "الشيطان نفسه يغيّر شكله الى شبه ملاك نور" (2كو 14: 11). بل أن فى عهد موسى النبى نرى أن سحرة مصر أيضاً كانوا يصنعون الآيات و العجائب، و لكنهم لم يستطيعوا الصمود إلى المنتهى أمام المعجزات التى صنعها الله بيد موسى النبى.

لكن الذين ألغوا عقولهم، و تركوا المقدسات و صاروا يجرون خلف المعجزات هؤلاء قد تركوا الحق و أصبحوا يعلقون إيمانهم على المعجزة. فيكف يمكن لعقل أن يصدق أن تظهر السيدة العذراء مريم وقت سر الافخارستيا لينشغل الشعب بالظهور المقدس و يترك الذبيحة الأقدس من الظهور. و زيارة الناس إلى الأديرة و ترك القداس الإلهى و سر الافخارستيا و الذبيحة على المذبح لينالوا بركة من الشال أو الرمل أو الباب أو الخشبة أو البئر. هؤلاء يقول عنهم الوحى الإلهى عن فم معلمنا مار بولس الرسول "الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ ... وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ" (رو 1: 25، 28).

المعجزة موجودة و حقيقية، و لكنها ليست هدف، و ليست ضرورة، و ليست شرط إيمان، و لذلك عاتب الله توما الرسول قائلاً "طوبى لمن آمن و لم ير". و لما طلب منه الفريسيون آية لم يجبهم طلبهم بل قال لهم "جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ" (مت 12: 39)، و أيضاً فى وقت المحاكمة طلب هيرودس آية و لم يجبه السيد المسيح بكلمة لأن المعجزة ليست إستعراض قوة و ليس شرطاً للإيمان. فماذا لو حدث أن أحد المرضى طلب من الشهيد مار جرجس أن يشفيه و لم ير الله أن يسمح بالشفاء لفائدة هذا الانسان ... أيضعف إيمان هذا الانسان لأن الله لم يستجب لصلاته و التى دعمها بشفاعة شهيد عظيم مثل الشهيد مار جرجس؟؟


الله قادر أن يقوى إيماننا و يثبتنا فيه و يفتح قلوبنا و عقلونا ليكون إيماننا بلا عثرة ... آمين




لثانى مرة ياحازم تكتب فى نفس الموضوع الحيوى والمهم جدا والذى يحتاج فعلا لفتحه مرات عديدة

اول حاجة انا لاحظتها من خلال سنوات حياتى ان الناس اللى بتجرى ورا المعجزات لابونا فلان والقديس العلانى

بطريقة تكاد تكون مرضية مقدسين القديس وليس ممجدين لاله هذا القديس ..... هم الناس البسطا او الناس

اللى اتربوا شوية بعيد عن حضن الكنيسة او كانت علاقتهم بالكنيسة غير عميقة

طبعا انا معاك فى كل كلمة بتقولها اننا جرينا ورا المعجزة وتناسينا من سمح وصنع هذه المعجزة .... باركنا ومجدنا من

ظهرت المعجزة على يديه وتناسينا من صنعها !!!!!

الست العدرا امنا لها كل التطويب ليست بحاجة لتصنع معجزات لكى نتأكد من بركاتها وشفاعاتها ولكننا نحن من بحاجة

لهذه المعجزات التى نصلى ونتشفع بها لكى تطلب من ابنها ان يتحنن على ابناءه ويصنع معنا رحمة

وايضا هذا الكلام بالنسبة لكل اباء الكنيسة القديسين والشهداء الذين انتقلوا الى الكنيسة المنتصرة

اما بالنسبة لخداع الشيطان لنا بآيات يؤيد ويعضد اتباعه بها بل ان بعض اتباعه من داخل الكنيسة نقسها

انا اؤيد هذا الكلام وعن تجربة معاشة امامى وليست عن سمع من احد ..... كان هناك كاهن فى احد كنائس القاهرة

يقوم بصنع الكثير والكثير من المعجزات الايات والعجائب وقد شاهدت منها بعينى ولكن هناك شىء ما داخلى رفض

هذه المعجزات والايات والخوارق لانه كانت ايضا هناك بعض الدلائل والاشارات التى لاتريح الانسان ورفضت تلك المعجزات

بل رفضت تصديق انها معجزات وخاصة انه كما علمنا الكتاب ( من ثمارهم تعرفونهم ) ... لان ثمار هذا الاب الكاهن

اولادا يمنعون اتمام صلوات القداس الالهى ليلة عيد من الاعياد

وفعلا اتضح فيما انه كان مؤيد بأرواخ شريرة وعندما انكشفت الاعيب الشيطان بطلت كل معجزات هذا الانسان ورجع اصحابها كما كانوا

وتم شلح هذا الكاهن والرب اراد ان يظهر الحقيقة على لسان زوجته واخته

لذا يجب ان نقول لانفسنا اننا لسنا بحاجة لمعجزات لنمجد عمل الله فينا فأن اراد الرب ان يصنع بعض المعجزات على ايدى قديسيه

فلنمجده ونزيده علوا

ولكن لاننسى اكبر معجزة متكررة يوميا لدينا فى كنائسنا على المذبح الا وهى تحويل القربانة والاباركة الى جدسد ودم حقيقى ليسوع الهنا

فهل نحتاج الى المزيد من المعجزات والمعجزة متكررة يوميا فى كل مكان فى العالم ولكننا نتركها ونلهث عن غيرها ونجرى ونسافر هنا وهناك

متغافلين عن مابين ايدينا بكل سهولة وبدون تعب او اى مشقة غير عابئين بأن ننال هذا الجسد والدم المباركين

اخوتى انا لست ضد معجزات القديسين وشفاعتهم وبركاتهم بل اننى طول اليوم اطلب معونتهم وصلواتهم من اجلى

بل وكثير من المعجزات تمت معى ومع ابنتى انستاسيا المشرفة معنا هنا ببركة شفاعات الست العدرا والقديسين

وايضا اعرف جيدا عن اخونا حازم حبه للقديس ابسخيرون القلينى وطلب بركته وشفاعته من هذا القديس باستمرار

بل وايضا طلبه بركة وشفاعة القديس مارجرجس الرومانى صاحب اسم الكنيسة التى يخدم بها

كل مانقوله ان نترك المعجزات والايات لرب المجد فان اراد صنعها او اظهارها فلأخذ بركتها وان لم يريد فلا تكون مطلب لنا لكى نزداد

تمسكا بايماننا

الرب يعطى بركة وسلام لارواخنا واجسادنا









تسلمت اليوم مجلة الكلمة (العدد 208) و هى مجلة خاصة بخدام شباب، و من ضمن الموضوعات التى أثارت إنتباهى موضوع للقس ميخائيل عطية بعنوان "المعجزات فى حياتنا" و رأيت أن أقوم بنقله لحضراتكم إستكمالاً لموضوع "معجزات أم خزعبلات" الذى كنت قد طرحته و تناقشنا فيه مع باقى الأعضاء، و موضوع "صور حقيقية" و الذى يعرض صوراً مثار تساؤلات - بل أن بعضها معروف إنه غير حقيقى و أن أحد السيدات التى ظهرت فى الصور كان عليها روح نجس و تم شفاؤها. و إليكم نص المقال بقلم القس ميخائيل عطية:

بادئ ذى بدء لا بد أن نتعرف أن شعبنا المسيحى القبطى مولع بالمعجزات، و أن أكثر الكتب توزيعاً فى المكتبات المسيحية هى التى تتحدث عن المعجزات. و كما أتصور فإن هذا شيئاً لا ضرر منه فقط إذا تفهمنا و وعينا بالنقاط الإيضاحية التالية:

1- نحن نؤمن كمسيحيين بالمعجزة و أن السيد المسيح له المجد صنع الكصير و الكثير من المعجزات، و أيضاً نؤمن بقديسى المعجزات كالسيدة العذراء مريم و مار جرجس و مار مينا و البابا كيرلس .... إلخ. و لكن على أساس إنها الاستثناء فى حياتنا الطبيعية و ليست القاعدة، و إلا تصور كل إنسان أنه من الضرورى وجود معجزة فى حياته حتى يؤمن بالله و يربط علاقته بالله بوجود المعجزة.

2- أن المعجزة الحقيقية فى حياة كل إنسان كما أتصور هى تغيير القلب و الاتجاه من الظلمة إلى النور و من الخطية إلى القداسة بفعل عمل المسيح الخلاصى الذى أكمله على الصليب و بفعل عمل الروح القدس فى الأسرار المقدسة (المعمودية - الميرون - التوبة و الاعتراف - التناول - ...) التى تنتقل من خلالها كل مفاعيل التجسد و الفداء و القيامة ... إلخ إلى الانسان. إن أكبر دليل على ذلك أن يصير اللص قديساً (القديس موسى الأسود) و الزانى بتولاً (القديس أغسطينوس).. هذه هى المعجزة الحقيقية.

3- لا بد أن نفرق (بالعقل المستنير) بين المعجزة و الخرافات و الأساطير و الغيبيات التى تنتشر فى مجتمعنا بسبب ضعف الثقافة و الجهل و الاحباط المستمر و العجز أمام المشاكل فيجد الناس من خلالها منفساً (غير سليم). و هذا هو دور الكنيسة فى توعية الشعب و تنويره ... و عظيم ما يفعله قداسة البابا شنودة الثالث (الحكيم المستنير) حينما يُعلن عن معجزة فى مكان ما فيقوم بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق تعلن عن رأيها بتقرير واضح فى المعجزة، ثم يتم الاعلان عنها فى مجلة الكرازة لكل الشعب إذا كانت صحيحة مع التوجيهات اللازمة.

4- أن السيد المسيح كان يعمل المعجزة من أجل تحننه على الانسان و يظهر هنا بوضوح من تعبير "و تحنن عليه" الذى كان يسبق عمل المعجزة، و هو بهذا كان يؤكد أن عمل المعجزة أساسه محبته للإنسان و لخلاص نفسه و لحاجة هذا الشخص بعينه للمعجزة فى ذلك التوقيت. فهذه هى حكمة الله "ما أبعد أحكامه عن الفحص و طرقه عن الاستقصاء". و بالتالى لا يحق لأى إنسان أن يقول: لماذا لم يعمل الله لى معجزة؟! فهو ضابط الكل و فاحص القلوب و الكلى يعرف إحتياجات خلاص كل إنسان و يتدخل حسب إراداته فى الوقت المناسب الذى يراه هو.

5- علينا ألا يغيب الهدف الأول فى حياتنا عن أعيننا أبداً "أطلبوا أولاً ملكوت الله و بره ..." ألا و هو شخص ربنا يسوع المسيح ولا تشغلنا المعجزات (حدوثها و عدم حدوثها) عن العشرة الحلوة مع المسيح و النمو فى محبته من خلال وسائط النعمة و الأسرار المقدسة، فلا نتوه فى متاهات العلاقة النفعية (من خلال المعجزات). فنحن نحب الرب يسوع لشخصه "الرب أعطى .. الرب أخذ .. ليكن إسم الرب مباركاً.

إلى هنا إنتهى المقال، و أترك لحضراتكم مقارنة كلام قدس أبونا ميخائيل عطية خادم الشباب بما ورد فى موضوع "معجزات أم خزعبلات"، و أيضاً بأى موضوع آخر يتم عرضه على حضراتكم على إنه معجزة .. و من له أذنان للسمع فليسمع.

اعتقد انكم قد شملتم كل الافكار المهمة فى هذا الموضوع الذى قد اصبح سبب جدال كبير بين اوساط المسيحين فما ان يجتمع عدد من المسيحين فى مجلس إلا و يدور الحوار حول آخر معجزة لتماف ايرينى و البابا كيرلس 00

و اعتقد ان الفئة الاكثر معاناه هى الفئة الثالثة يا حازم و هى التى تقرر ان لا تأخذ المعجزة أمرا مسلما به - مثلى - فعندما يحكى امامى عن معجزة احب فقط ان استفسر عن مصدرها لأعرف هل هى حقيقية ام لا لأنى اعرف ان مثل هذه الاحاديث تنتقل سريعا جدا و غالبا ما ينتهى بى الامر الى الصمت لأن المتحمسون امامى يرون ان هذا هو الايمان ( مثل قصة صورة البابا كيرلس و القربانه ) و التى عندما يراها اى هاو سيعرف انها ليست للبابا كيرلس و مثل صورة تماف ايرينى 0000 و ذلك رغم انى اعترف بالمعجزة و لكن تلك التى صدّق عليه الدير و اعترف بالظهور و لكن الذى اكده البابا 00

نقطة اخرى أود التأكيد عليها هى ذلك الاثر السلبى الفظيع الذى ينتج عند البعض نتيجة انهم مرضى و لا يشفون برغم شربهم للمياه و دهنهم بالزيت و يقومون بكل ما فعله اصحاب المعجزات فى كتب المعجزات و تكون النتيجة هى ارتداد معاكس بنفس القوة عن الايمان كرد فعل معاكس 0




عندك حق يا ايفرست طبعا وانا اعرف سيدة اصبحت لاتؤمن بالقديسين لانها تشفعت بالبابا كيرلس فى طلب ولم يحدث ان استجاب الرب

لها لانها لاتوافق المشيئة الالهية فغضبت من القديسين جميعا

مش فاهمة ليه طيب ماهو احنا كتير بنطلب من ربنا اشياء من غير شفيع .....ولا تحدث لان ربنا له حكمة .....

هل معنى ذلك ان نكفر بربنا لعدم استجابته لطلبة لنا

على فكرة مش كل معجزة نسمع عنها مطلوب نصدقها بدون تفكير لان السيد المسيح يحذرنا من هذا


على فكرة ياحازم ابونا ميخائيل متواجد عندنا وجاى مخصوص من مصر لخدمة الشباب وتنظيم خدمتهم








أحب أضيف كمان كلمة روحية لقدس أبونا بولس جورج عن "الغيبيات"



ده رابط التحميل

http://www.stmarkoschurch.com/abounaboules...28-Jan-2004.mp3


و ده رابط الاستماع المباشر للى مش عايز يحمل العظة على جهاز الكمبيوتر بتاعه.


http://www.stmarkos.org/download/play.php?...ay&val=2225


و كمان أحب أجيب لكم رد الدياكون أمير حنا فى سيدنى على إستفسار بخصوص المعجزات و حتسمعوا فيه رأى الكنيسة فى واحدة ست كانت إيديها بتنزل زيت و طلع عليها أرواح نجسة.


http://www.youthbishopric.com/library/Down...d/Mo3gezat2.zip

و مصدر كلمة الدياكون أمير حنا زى ما هو واضح من الرابط هو أسقفية الشباب .. يعنى بيحتوى على رأى الكنيسة الرسمى.

ده عظة لنيافة الانبا متياس من 3 سنوات يحظر من المعجزات وكيفية تمييز المعجزات

http://cid-7f203db72ab1dfc5.skydrive.live....spx/Public/1.ra

http://cid-7f203db72ab1dfc5.skydrive.live....spx/Public/2.ra

شكراً يا باهر على العظة و بكده نكون جمعنا رأى رسمى للكنيسة مش مجرد خواطر شخصية ممكن تكون غلط، لكن ده رأى الكنيسة المعلن رسمياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010