من أقوال البابا شنودة الثالث

+ الوقت المناسب

إن أردت أن يكون لكلمتك تأثيرها، تخير الوقت المناسب الذي تقولها فيه. وضع أمامك قول الحكيم:

" تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة ، كلمة مقولة في وقتها " (أم 11:25)

إن كان هناك موضوع يهمك ،فلا تكلم فيه شخصا ً مشغولا ً أو متعبا ً، ويحتاج إلي راحة ولا يحتمل الكلام ، ولا تكلمه إن كان متضايقا ً وهناك شيء يحزنه ...

تكلم حينما تكون الأذن مستعدة لسماعك. وحبذا لو كانت مشتاقة إلي سماعك.

يستثني من هذا: كلمة التوبيخ ، أو كلمة يوحنا إلي هيرودس.

-المهم أن تضع أمامك أن تقول :

كلمة تجد أذنا ً تسمعها.


--------------------------------------------------------------------------------

+ الصمت

أحيانا ً يكون الصمت أبلغ من الكلام ، وأكثر فائدة ونفعا ً ... أو علي الأقل ، قد يكون أقل ضررا ً....

الصمت قد تكون فيه حكمة وقوة ، وقد يكون فيه نبل ورصانة.

وأحيانا ً نصمت لكي يتكلم الله.

وتكون كلمة الله أقوي من كل ما نريد أن نقول ....

وما أجمل قول الكتاب " الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون " (خر 14:14)

ظل السيد المسيح صامتا ً أمام بيلاطس . لم يفتح فاه ، ولم يدافع عن نفسه . وفي صمته قال بيلاطس : لست أجد علة في هذا البار...

الصمت ينفع أحيانا ً . ولكنه ليس قاعدة ثابتة.

أما القاعدة الحكيمة فهي أن يتكلم الإنسان حين يحسن الكلام ، ويصمت حين يحسن الصمت ...

وحين يصمت ،فليتكلم قلبه مع الله ، طالبا ً منه أن يتكلم بدلا ً عنه...


--------------------------------------------------------------------------------

+ السهل والصعب

كل أنسان يستطيع أن يصيح ، وأن يشتم ويهين غيره. ويقسو في أحكامه علي الناس.

هذا أمر سهل يستطيعه الكل . ولا يدل علي قوة...

أما الأمر الصعب ، فهو أن يضبط الإنسان لسانه ، ويتحكم في مشاعره وفي أعصابه . ويكون مهذبا ً ومدققا ً في ألفاظه ، مهما كانت الإثارة .

وهنا يكون المشتوم الضابط لنفسه ، أقوي من الشاتم الفاقد لأعصابه...

الكلام عن المثاليات سهل ، يستطيعه أي إنسان . وكذلك الإعجاب بالمثاليات أمر نسمعه من الكل.

أما الحياة في المثاليات فهي ليست في إمكان الكل ، ولا حتي الذين ينادون بها ويحثون الآخرين عليها.

المثاليات تحتاج إلي قلب نقي ، وإلي ارادة وعزيمة. وأن يبذل الإتسان من أجلها ، ويحتمل في سبيل تنفيذها.

وحينما يصعد إنسان علي الصليب ، لأجل مثالياته ، حينئذ يكون مثاليا ً بالحقيقة.


--------------------------------------------------------------------------------

+ من الداخل

كثير من الوعاظ يتكلمون عن الزينة و الحشمة ، ويحثون علي الأهتمام بوقارالمظهر الخارجي ، بينما المهم في نقاوة القلب ، الذي إن دخلته محبة الله ، زالت كل مظاهر عدم الحشمة ، بدون وعظ... إن إصلاح الداخل هو الأساس.

ولكننا نوبخ الشبان علي طول الشعر.

ونوبخ البنات علي الملابس وطول الأظافر، وننسي القلب!

شبابنا محتاج أن يعرف ما هو معني القوة ، وما هو الجمال ، بطريقة روحية ... كذلك ينبغي أن يعرف معني الحرية الحقيقية : وهل الحرية هي التحرر الداخلي من الخطأ ؟ أم هو اللامبالاة وعدم المبالاة...!

لعل تغيير نظرة الفكرة هذه ، هي ما قصده الرسول بقوله : " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " (رو 2:12)

إننا نريد جيلا ً وشعبا ً ينظر إلي القيم بمقاييس روحية يقتنع بها . وحينئذ تتجه كل طاقته نحو الخير.

إن المظهر الخارجي ، دليل علي أن في داخل القلب شيئا ً . ويأتي صلاحه أو إصلاحه بالإقتناع وليس بالتوبيخ ةالأرغام. فلنبدأ بالداخل إذن...


--------------------------------------------------------------------------------






+ بينما

بينما يبحث علماء اللاهوت في الأمور العويصة ، يكون كثير من البسطاء قد تسللوا داخلين إلي ملكوت الله....


--------------------------------------------------------------------------------

+ الأذن الواحدة

لقد خلق الله لنا أذنين - وكأنهما رمز ، كل منهما في اتجاه. بأحداهما تسمع الرأي ، وبالأخري تسمع الرأي الآخر أو المضاد...

وعقلك كائن بين الأذنين ، يزن كلا ً من الرأيين.

لا تكن لك أذن واحدة ، لئلا يدفعك البعض في طريق خاطيء.

ولا تصدق كل ما تسمعه أذنك من كلام ، قبل أن تسمع الرد علي هذا الكلام .

بالأذن الواحدة قد تبعد عن الحقيقة ، أو تخدعك انصاف الحقائق.

وبالأذن الواحدة لا تكون عادلا ً ، وقد تظلم البعض وتسوء علاقتك مع غيرك بلا سبب كلما يدس أحدهم في أذنك كلاما ً ، قل لنفسك : أين أذنى الأخري؟


--------------------------------------------------------------------------------

+ مع أب أعترافك

لا تعرض أمامه قرارات لك ، وإنما أسئلة...

لا تطلب منه مجرد الموافقة علي شيء قد انتهيت منه ، واستقر في فكرك وعزيمتك! إنما اطلب منه المشورة و الرأي و المعرفة .


--------------------------------------------------------------------------------

+ لها إرادة

إن كتلة الخشب ، لا تستطيع أن تقاوم التيار ، بل يجرفها معه إينما سار .

بينما سمكة صغيرة تستطيع أن تقاوم التيار ، وتسير إلي حيث تشاء.

ذلك لأن فيها حياه ، ولها إرادة.


--------------------------------------------------------------------------------

+ صراحة

أنت تريد أن تكون صريحا ً في الدفاع عن الحق.

ولكن صراحتك كثيرا ً ما تجرح الناس ، فيستاءون ، ويأخذون منك موقفا ً..

راجع نفسك. كم شخصا ً استخدمت معه هذا الأسلوب الصريح ، فخسرت كثيرا ًبلا داع ، وأيضا ً لم تربح نفوسهم للرب.

وكان يمكن أن تتكلم بهدوء ، وبحكمة ، وبمراعاة لشعور الآخرين ، كما تكلم السيد المسيح مع السامرية ، فربح نفسها ، دون أن يخدش مشاعرها.

لو أن الله أرسل ملاكا ً ليكلم كل الناس عن أعمالهم الخفية والظاهرة ، بصراحة ... أكان أحد يستطيع أن يحتمل.

نشكر الله أنه لا يستخدم هذا الأسلوب ( الصريح ) الجارح ، من فرط محبته ورقته ، وإشفاقه علي مشاعر الناس.


--------------------------------------------------------------------------------

+ احترام الناس

لا تطلب احترام الناس لك....

وإنما اتركهم يحترمونك من تلقاء ذواتهم ، لما يجدونه فيك من صفات تجبرهم علي توقيرك.

ولا تعاتب غيرك إذا لم يحترمك ، بل بالحري عاتب نفسك ، إن كنت قد تصرفت بطريقة تقلل من احترام الناس لك .

واعلم أن الإحترام شيء ، و الخوف شيء آخر ....

فقد يخافك الناس ، لمركزك أو لسلطتك أو بطشك ... ولا يكون هذا احتراما ً منهم لك ...

فالاحترام هو شعور باطني بالتوقير ، تمجيدا ً لصفات معينة سامية ، أو لقيم روحية أو أنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010