ما هو مصير النفس البشرية عند الموت؟

كان هذا موضوع نقاش بالأمس فى الاجتماع العام بكنيسة الشهيد العظيم مار مينا - كندا.

%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%
% ما هو مصير النفس و الروح و الجسد بعد موت الانسان؟ و ما هو مصيرهم عند القيامة؟ %
%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%

كان هناك خلاف حول ما إذا كانت النفس البشرية تفنى كنفس الحيوان و تذهب فى التراب و يبقى فقط روح الانسان و جسده الذان سيقومان فى يوم الدينونة سواء للنعيم أو العذاب الأبدى. فهل نفس الانسان كنفس الحيوان؟ أى هل أن نفس الانسان فى دمه، و يوم يموت الانسان تفنى نفسه؟!

أم أن النفس البشرية تقوم أيضاً مع الجسد و الروح فى يوم الدينونة كقول سفر الرؤيا "ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله ومن اجل الشهادة التي كانت عندهم" (رؤ 6: 9).

أم أن هناك خلاف فى معنى كلمة "نفس" بسبب الضعف اللغوى فى اللغة العربية فلم تتم الترجمة للمعنى الصحيح من اللغات الأصلية؟! و ما هو تعريف النفس البشرية (psyche - soul)؟ هل هى مجموعة المشاعر و الأحاسيس و ذاكرة الانسان؟ أم إنها هذه الأشياء مضافاً إليها قدرته على الادراك و الوعى و التمييز و التفكير و الاختيار؟!

رجاء محبة من يعرف الاجابة الصحيحة بحسب معتقد كنيستنا القبطية الأرثوذوكسية فليكتبه، و أشكر تعب محبتكم.

شكراً يا evon على إجابتك، و أرجو من السادة الأعضاء المشاركة و خاصة إن وجد أحدهم رأى الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية الرسمى فى هذا الموضوع.
أنا لو قلت موضوع رائع يبق قليل ....
حتى الأن فى ناس مش عارفا هى هتكون فين بعد الموت ......!!!!
لازم كل واحد يعرف هو هيكون فين، وكمان لازم أعرف هاعمل اية علشان أكون فى المكان الى انا عاوزة بمعنى لازم يكون فى مجهود .
مرسى جدا على الموضوع.
رد رائع جدا يا evon

شكراً يا بيشو، و أحب أسمع آراء باقى الأعضاء، و خاصة لو كان رأى رسمى من الكنيسة.
كما أقول دائماً فكل تساؤل يدور فى أذهاننا له إجابة فى الكتاب المقدس، و ها قد وجدت إجابة السؤال الذى كنت قد طرحته فى رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكى و يقول فيها:

وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام، ولتُحفَظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح (1تس 5: 23)

و يوضح بولس الرسول فى هذه الآية تركيبة الانسانة الفريدة الممثلة فى الروح و النفس و الجسد، كما يقر الوحى الإلهى على فمه الطاهر بحفظهم جميعاً إلى يوم مجئ المسيح (فى اليوم الأخير).

لذلك وجب أن أشرك حضراتكم فى إجابة بولس الرسول عن هذا الموضوع، كما يتصادف أن باكر الثالث من شهر توت المبارك تحتفل الكنيسة بتذكار مجمع البابا ديوناسيوس "14" لدحض بدعة موت النفس - و إن كنت أعتقد أن المقصود بكلمة نفس هنا هو الروح البشرية:

في مثل هذا اليوم من سنة 243 م اجتمع مجمع مقدس بمدينة الإسكندرية ، في السنة الثانية من رئاسة القديس ديوناسيوس الرابع عشر من باباوات الإسكندرية بسبب قوم ظهروا في البلاد العربية ، كانوا يعتقدون أن النفس تموت مع الجسد وفى يوم القيامة تقوم معه ، ووضعوا في ذلك مقالات وأرسلوها إلي قوم بالإسكندرية . ولما بلغ الأنبا ديوناسيوس ذلك صعب عليه الأمر جدا وحاول ردعهم عن هذا الرأي. فلم يرتدعوا فجمع هذا المجمع وناظرهم ، وبين لهم ضلالتهم . ولما لم يتوبوا ويرجعوا عن رأيهم. حرمهم ووضع لهم مقالا قال فيه: إن محبة الله للبشر عظمية جداً. و إن النفس لا تموت، ولا تضمحل. بل هي باقية بقاء الملائكة والشياطين لأنها روحانية، لا تقبل استحالة ولا فساداً. و أن النفوس بعد خروجها من الجسد ترجع إلي الله الذي أعطاها (جا 12 : 7) حيث تبقى في مواضع الانتظار حسب استحقاقها، إلي يوم القيامة عندما يبوق في البوق، فتقوم الأجساد بكلمة الرب (يو 5: 28، 29)، وتتحد كل نفس بجسدها، وتنال معه إما النعيم أو العذاب الذي لا ينتهي (دا 12 : 2 ).

*سمير سميح منسى أحبائى ...بالنسبة لموضوع مصير النفس البشرية بعد الموت هو موضوع كبير يحتاج فهمه الى سند لا بديل عنه ألا وهو الكتاب المقدس ...لقد خلق الله الأنسان من ثلاثة مكونات هى الجسد والنفس والروح ، والجسد هو الكيان المادى الذى جبله الله من تراب الأرض أما النفس فهى القوة الحيوية فى الأنسان أو هى الحياة الحسية المرتبطة بالجسد أرتباط الحرارة بالنار ، فاذا أنطفئت النار زالت الحرارة ..وأخيرا الروح هى الجوهر السمائى الغير مادى والخالد وهو عنصر لايرى ...وعند حدوث الموت يتحلل جسد الأنسان الى تراب ، وتنحل النفس أى الحياة الحسية المرتبطة بالجسد ، وتذهب الروح الى مقر انتظار الأرواح فتذهب الى الفردوس ان كانت بارة كقول رب المجد للص اليمين " اليوم تكون معى فى الفردوس " أو الى الجحيم ان كانت آثمة "السحاب يضمحل ويزول هكذا الذى ينزل الى الهاوية لايصعد "(أى 2 : 9)
هذا فيما يتعلق ببعد الموت مباشرة ...ولكن عند المجئ الثانى لرب المجد وفى الدينونة ، ماذا يكون مصير النفس ؟؟؟..قلنا أن الجسد والنفس كلاهما فى أرتباط لا يدرك والموت هو الذى يفصلهما ولكن القيامة تعيدهما الى ماكانا عليه ، فليس من العدل أن تجازى الروح بغير الجسد الذى قاسى المشقات وتعب وأحتمل السهر والصوم والعبادة ومعه النفس التى تلذذت بهذه المتع الروحية ، لذا يجب أن يشاركا الروح أيضا فى تلك الأمجاد المعدة فيقوم جسدا روحيا هو نفس جسدنا ولكن فى حالة من التجلى لا تعيقه أى عوائق مادية " ليكون على صورة جسد مجده " (فى3 :21) و "لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت " (1كو15 : 35) ولأن" لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت الله " كذلك ان كانت الروح غير صالحة فالجسد هو الذى سقط فى الخطية بسبب تمتعه بالشهوات وتلذذ النفس والاحاسيس بالخطية لذلك يجب أن يشارك الجسدالقائم المملوء شناعة وحزن وروائح كريهة و معه النفس يشاركان الروح فى عذابها لذلك قال رب المجد "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحرى من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم " (مت10 :28)وليس أدل على أن المجازاة للأبرار والدينونة للأشرار تقع على كل من الجسد والنفس والروح الثلاثة معا من قول معلمنا بولس " ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم بلا لوم عند مجئ ربنا يسوع المسيح " (1تس5 :23)
من كل ذلك نرى أن النفس يقع عليها كل مايقع على الروح والجسد من مجازاة أو من دينونة.


شكراً يا أستاذ سمير على الاجابة الوافية، و أنا مقتنع بها تماماً أن النفس و الجسد و الروح سيقومون فى يوم الدينونة.

و لكن هناك من ينادى بقيامة الجسد و إتحاده بالروح، و فناء النفس البشرية إذ لن يكون لها حاجة فيما بعد. بينما النفس البشرية هى المتحكمة فى ما آل إليه مصير الجسد و الروح. لأن الجسد ترابى - أى جماد - و الجماد لا يعرف الصواب من الخطأ، و الروح من الله و هى أيضاً لا تخطئ. أما من يقود الانسان إلى إتباع شهوات الجسد الترابية، أو إحتياجات الروح السمائية فهى النفس البشرية التى بها يشتهى الانسان و يفكر و يقرر و ينفذ. لذلك فليس من العدل أن يكافأ أو يجازى كلا من الروح و الجسد بينما النفس هى التى أرسلت بهما إلى حيثما صارا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010