محفوظين في يد قوية

افرحوا لأن خطوات الصّديّق مرتبة من الرب حتى وإن كان الظلام يحيطنا والموت يرفرف فوقنا ،لكن لنا سلام في اسم الرب ، هذا الاسم الحلو يسوع ، إنها لمعجزة كبيرة أنني مازلت حيا حتى هذه اللحظة .

أنا وزوجتي نعمل في مركز التجارة العالمي في منهاتن –نيويورك ، أنا أعمل في الطابق الحادي والثمانين من البرج الأول ،وزوجتي [ ميني ] تعمل في الطابق الحادي والسبعون من البرج الثاني في مركز التجارة العالمي .دعوني إذاً أقص لكم ما حدث .

لقد وصلت إلى مقرّ عملي ذلك الصباح في الساعة السابعة والنصف صباحاً ،ولم أكد أرسل بعض الوثائق والفاكسات وأثناء عودتي للمكتب سمعت هذا الانفجار الحقيقي المدوي العالي الصوت وارتج المبنى ومال … وعلت الصرخات في كل أرجاء الطابق .. فقد كانت الطائرة الأولى قد صدمت الطابق الذي فوقنا .. وفي الحال امتلأ الطابق الذي نعمل به ببقايا حطام الطائرة وبدأ كل شيء يشتعل ، تماسك كل واحد فينا واستجمع هدوءه واتجهنا للسلم ، وفي هذه اللحظات غاص قلبي لأني لم أكن متيقنا ما إذا كانت الطائرة قد صدمت البرج الذي أنا به أم بالبرج الثاني حيث تعمل زوجتي .. كانت هي على وشك الدخول للمبنى لأن عملها كان يبدأ في التاسعة صباحاً .

ورحنا جميعاً نخلي المبنى عبر السلالم ، وقد تعطل التليفون المحمول وهكذا لم استطع الحصول عن معلومة أصل بها لزوجتي ، هكذا وأنا انزل السلم دخلت للطابق الثالث والخمسون محاولا إجراء بعض المكالمات ولكني لم انجح الا في الاتصال بزوجة ابن خالتي في كوينز –نيويورك ، وأخبرتها أنني بخير وأنني أنزل السلم في طريقي للخروج من البرج ..
ولكني قلق فعليا على زوجتي ، وكنا مستمرين في نزول السلم مسرعين ، وأثناء نزولنا كان هناك مئات من رجال الإطفاء يصعدون للأعلى لإنقاذ الناس المحاصرين ، هؤلاء الشجعان الذين لم يستطيعوا العودة لبيوتهم .
هم حرسونا حتى مخرج البرج الثاني لمركز التجارة العالمي وعندما وصلت حتى الباب الدوار سمعت انفجاراً ضخماً وانهار المبنى بأكمله !! هل تصدق يا صديقي أن المبنى المكون من 110 طابق قد انهار وأنا عند الباب بينما يطير من حولنا كل شئ من المسلح والمحارة .

البعض من تزاحم في طرف البناية وأعطاني الله القوة التي مكنتني من أبدأ السير بينهم ، وبدأت اصرخ بدم يسوع . ثم قلت للذين حولي أننا جميعاً سنموت وإن كان هناك من لم يعرف المسيح بعد فليدعُ في أسمه وهكذا بدأ كل واحد يصرخ يا يسوع !! يا يسوع لأنه حينما يكون الموت قريباً صدقني أن بعض من الناس يكونون مستعدين لقبول يسوع وفي هذه اللحظات سقط البناء كله وصرنا نحن في البقايا ولم يسقط عليّ أي حجارة أو أي شيء من البناء ووجدت نفسي في طبقة من الركام الأبيض سمكها ثلاثة أقدام و نهضت وبعد ذلك ساد صمت وكانت الأجساد الميتة حولي في كل مكان وقد قادني الله فوجدت رجلاً ملقى على الأرض وكان يرتدي مصباحاً من تلك التي تستخدم للبحث في الظلام فأمست به أقمته ، وقلت له أن يسوع وحده هو الذي يستطيع أن يخلصنا وإننا ينبغي أن نعيش وعندما وقف وجدت على سترته شارة المباحث الفيدرالية .
أمسكنا أيدي بعضنا وبدأنا نسير خلال الأنقاض والحجارة وقد أنقذنا ضوء المصباح الذي كان يرتديه لأننا لم نكن نستطيع أن نرى لمسافة كبيرة ، كان الأمر كما لو كانت هناك عاصفة ثلجية وكان المسلح والرماد يطير فوقنا في كل مكان ، وهنا أراني روح الله نور يومض فوق سيارة إسعاف فقلت لرجل المباحث الفيدرالية أن وجهتنا لا بد أن تكون في اتجاه هذا النور لأن سيارة الإسعاف لابد أن تكون واقفة في الشارع !! شققنا طريقنا بصعوبة ناحية سيارة الإسعاف حيث وجدناها محطمة بصورة سيئة ولكن الله كان قد حفظ نورها يومض من أجلي أنا ومن هذه اللحظة فصاعداً أصبح طريق الخروج أكثر سهولة .

ولكن الشعور الذي كان يتملكني هو أن زوجتي ( ميني ) التي كان من المفروض أن تكون في البرج الثاني من مركز التجارة العالمي لابد وان تكون قد توفت ، وتزاحمت في رأسي جميع التصورات .

بينما كان الجموع من كافة أنحاء قلب المدينة يتزاحمون مبتعدين باحثين عن أماكن أكثر أمناً بعيداً عن ناطحات السحاب جرينا ومشينا معظم الوقت بداً من الساعة 8,45 دقيقة صباحاً وقت اصطدام أول طائرة وطوال الوقت وأنا أحاول استخدام تلفوني المحمول دون جدوى وفي الساعة الثانية عشر ظهراً رن جرس تلفوني المحمول وكانت زوجتي ميني هي التي على الخط وطمئنتني أنها حية وأطمئنت هي على سلامتي حينما سمعت صوتي وهذه هي في حد ذاتها معجزة أخرى كيف استقبلت هذه المكالمة في هذا الوقت ؟ لأن الجميع كانوا عاجزين عن إرسال أو استقبال أي مكالمات بتلفوناتهم المحمولة .

زوجتي ميني لم تذهب للبرج الثاني مقر عملها ، فقد وصل القطار إلى الموقع بعد خمس دقائق من اصطدام أول طائرة بالبرج الأول وهكذا لم تكمل رحلتها للأبراج وراحت تجوب الشوارع في هستيرية وهي معتقدة أنني لا بد وقد توفيت ، بينما ترى البعض من الناس وهم يقفزون من المبنى .

كلانا كانا حياً وقد وصلت هي إلى الشارع 39 في منهاتن بالقرب من القنطرة وبصورة ما وصلت أنا هناك ونظرنا كلانا للخلف واستطعنا أن نرى البرجين اللذان نعمل بهما وقد صارا رماداً وكل ما تبقى منهما هو الدخان الصاعد منهما أنني لا أستطيع أن أصف إحساس الانفراج الذي غمرنا عندما رأينا بعضنا البعض أحياء فكلانا كانا قد كاد يوقن أنه لن يرى الآخر مرة أخرى .

وعندما حدث هذا الانفجار وسقط المبنى فوقي مرت أمامي صور زوجتي ووالدي وجدتي وكل أحبائي وأبرقت في ذهني علامة تعجب والآن كم هو مريح أننا مازلنا أحياء أن الله صالح جداً وقصتنا هذه مثال جيد على ذلك ، فليس هناك خدش واحد في جسدي ، ودعوني أقول لكم شيئاً واحداً يا أصدقائي .. أن الله يعرف عدد شعور رؤوسنا وهو لا ينعس ولا ينام ومجيئه أصبح قريباً على الأبواب فلتعش يومك كما لو كان الرب سيأتي في هذا اليوم ذاته ، لقد أتصل الكثير بنا من جميع أنحاء العالم وفي الحقيقة فأن قلبي يتمزق من أجل أولئك الذين ماتوا في بنايتنا فنحن نعرف الكثير منهم .
وليبارككم الرب جميعاً …
(منقول)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010