المسيحية حياة لا طقوس

المسيحية حياة طقسية روحية و ليست بلا طقوس لأنها لو بلا طقوس ستصبح عبادة همجية. و نرى أن الله بنفسه قد رتب خيمة الاجتماع من حيث التصميم و البناء و الأدوات و ترتيبها و كيفية التعامل معها (راجع سفر الخروج 39 - 40).

و يقول الكتاب المقدس عن بنى إسرائيل أنهم "وكانوا يخدمون أمام مسكن خيمة الاجتماع بالغناء إلى أن بنى سليمان بيت الرب في اورشليم فقاموا على خدمتهم حسب ترتيبهم" (1 أخ 6 : 32) - أى ليس كما يريد كل أحد، ولا كل يخدم مع نفسه فى بيته. و كذلك أيضاً يقول عزرا "ولما أسّس البانون هيكل الرب اقاموا الكهنة بملابسهم بابواق واللاويين بني آساف بالصنوج لتسبيح الرب على ترتيب داود ملك اسرائيل" (عز 3 : 10) - لاحظ كلمة ترتيب داود الملك و ليس كيفما يحلو لكل شخص.

و يتكلم سفر أعمال الرسل أيضاً عن تسليم الطقوس قائلاً "‎الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة" (أع 7 : 53)، و يقول بولس الرسول عن العبادة "وليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب" (1 كو 14 : 40). بل أيضاً يوصى بولس الرسول قائلاً "ونطلب اليكم ايها الاخوة انذروا الذين بلا ترتيب" (1 تس 5 : 14)، و أيضاً يقول "ثم نوصيكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تتجنبوا كل اخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي اخذه منا" (2 تس 3 : 6). و يوصى دائماً بإطاعة ما قد تسلمناه "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فهذا افعلوا واله السلام يكون معكم" (فى 4 : 9).

لذلك فالمسيحية هى حياة مع اللى فى ضوء الطقوس و الترتيب الذى تسلمناه من الآباء الرسل و الذى سلموه لمن بعدهم ليصل إلينا.
نرجو عدم وضع عناوين تفسد معنى الموضوع و المعنى الحقيقى لإيماننا الأرثوذوكسى المبنى على ما تسلمناه من الآباء الرسل و من أتوا بعدهم.

ليتك تستمر فى كتابة الموضوع دون إغفال الجانب الأرثوذوكسى المعتدل، و كذلك دون ذكر كلمات أو مفردات يضيع معها أسس إيماننا الأرثوذوكسى.

فالمسيحية حياة منظمة من خلال طقوس و تقليد تسلمناهم من الآباء الأولين، و من الاتضاع الحفاظ على ما تسملناه لأننا لسنا أقدس و لا أقرب إلى الله ممن سلمونا هذه الطقوس.

فيجب أن نذكر هذه و لا نترك تلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010