أعجوبة كنيسة أتريب




العذراء فى تاريخ الكنيسة

أعجوبة كنيسة أتريب
====================


فى زمان خلافة هارون الرشيد حكم مصر والٍى ظالم اضطهد المسيحيين
وأرسل قوادًا من أعوانه لكل مكان لهدم كل كنيسة فى طريقهم حتى وصلوا إلى
مدينة "أتريب" وما إن شعر كاهن الكنيسة بوصولهم حتى دخل وصلى إلى
العذراء صاحبة البيعة أن تعينه ثم خرج إلى الأمير وأراه الكنيسة حتى وصلوا
إلى أيقونة السيدة العذراء
وقال الكاهن " أمهلنى ثلاثة أيام وأنا أتيك بأمر الخليفة بإعفاء هذه البيعة
من الهدم" فضحك الأمير " ان الخليفة فى بغداد وبيننا وبينه سفر طويل فكيف
تقول أنك تأتى منه بأمر بعد ثلاثة أيام"...
فقال الكاهن " بكل تأكيد سأحصل على هذا الأمر ولو كان الخليفة أبعد من
ذلك وأنا ملزم بنفقات أقامتك أنت ومن معك، وان العذراء الطاهرة قادرة أن
تمنع عنا تهديدك هذا" ثم أسرع الكاهن إلى أيقونة العذراء وجثا أمامها وصلى
صلاة حارة بدموع وظل صائمًا
فسمع صوتًا من الأيقونة يقول " أنا مريم العذراء المعينة لكم، لا تخافوا من تهديد
الأمير وسوف يأتيه الأمر بالعفو عن هذه البيعة"
وبينما كان الكاهن يصلى فى الليل، كان الخليفة فى بغداد نائمًا فإذ به
يرى نورًا ساطعًا، فاستيقظ من نومه مرتعدًا وعندئذ رأى العذراء مريم تقول
له " أنا مريم أم يسوع، كيف تنام هادئ البال وأنت قد أمرت بهدم كنائس
المسيحيين؟ فأرجع وتب عن أعمالك وأخشى الله"

فأرتجف الخليفة وأجاب قائلا
" كل ما تريدينه يا مولاتى أفعله لك فلا تؤذينى"


فقالت له " أريد ان تكتب مرسوما بخط يدك وتختمه بخاتمك
وترسله إلى أعوانك الذين فى أتريب ليصلهم اليوم وتمنعهم من تخريب
الكنائس والاعتداء على المسيحيين"
فقال لها الخليفة " كيف يصل اليوم؟ فان هذا لا يمكن لا بالبحر ولا
بالبر"
فأجابته " أكتب أنت المرسوم وبعون الله سوف يصل فى يد الأمير قبل
أن يقوم من نومه"
وفى الحال كتب الخليفة مرسوم طالبًا سرعة حضور الأمير ولا يتعرض
للمسيحيين فى هدم كنائسهم، وإذا بطائر أتى وخطف الخطاب من يده بمنقاره
وطار بسرعة، وبعدها اختفت من أمامه العذراء...
وفى مدينة أتريب، فوجئ الأمير بطائر جاء حيث هو جالس، ورمى عليه
خطابًا وطار، فلما فتح الأمير الخطاب إذا به مرسوم الخليفة هارون الرشيد،
فقرأه مرة ومرات وأمعن النظر فى الختم وفى خط الرسالة وتأكد انه من
الخليفة فتعجب وتحير وفى الحال أرسل فى طلب الكاهن وسأله " أخبرنى ماذا
فعلت ومن خلصك هذا الخلاص العجيب وأتى لك بالعفو الشامل؟"
حينئذ أجابه الكاهن بقلب مملوء ابتهاجًا وإيمانًا " إن هذا ليس عمل إنسان
منظور بل هو فعل أم النور والدة الإله صاحبة البيعة" ثم قص عليه صلاته
واستجابتها من الأيقونة فدخل الأمير الكنيسة وقبل الأيقونة وقام مسرعًا ليعود
إلى بغداد لمقابلة الخليفة الذى عندما رآه سأله فورًا هل وصلتك رسالتى؟ أعلمنى
سريعًا عما جرى لك، فقص عليه الأمير كل ما رآه فى مدينة أتريب وكيفية
وصول أمر الخليفة إليه وإسراعه للحضور، فتعجب الجميع وقرروا بناء
كنيسة على اسم السيدة العذراء.
بركتها وشفاعتها تكون معنا ..... امين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010