ضالون او وجدوا

ينتمى كل شخص الى احدى هاتين الفئتين ..اما ان يكون واحدا من الضالين .او واحد من المؤمنين الذين وجدوا. فعندما يكون الامر متعلقا بحالتك الروحيه او بعلاقتك مع الله وليس هناك شىء اسمه ضال قليل او وجد الى حد ما ذلك لان كل واحد منا اما انه ضال او انه وجد .
فى ايام يسوع كما فى ايامنا هناك اناس لا حصر لهم من فئه الضالين وهم ليس بمعنى ضالين انهم ضائعين عن نظر الله لان الله بلتاكيد يعرف اين يوجد كل واحد منا وماذا نفعل فى كل لحظه من ايام حياتنا لكن معنى ان تكون ضالا هوه انك منفصل عن الله وتتجول فى حياتك من مكان لاخر دون ان تشعر بوجوده دون ان تعترف بوجود اى علاقه لك معه وبالمثل فان كثيرين من الناس فى عالمنا اليوم فقدو احساسهم بوجود الله وذلك بسبب انهماكهم فى المشاغل فى حياتهم التى اصبحت تتمركز فى ذواتهم لذلك فقد فقدو المعنى الذى ياتى لانسان له علاقه مع الله لقد فقدو الهويه التى ارادها الله لهم من وراء خلقهم هويه الابن المحبوب الذى غفرت له خطاياه كما فقدو براءتهم لانهم عاشو فى حاله تمرد روحى بلا غفران وهى الحاله التى ورثوها عن ابويهم ادم وحواء ونتيجه ذلك هم يتجولون فى الطريق الخلفيه لوجودهم الذاتى وهم يحملون اثقالا من الذنب والحيره والفراغ والاسى الامور التى لا يجدون غالبا تعليلا لها وهم لذالك يشعرون بلانفصال والخوف الداخلى العميق والاحساس بلفراغ الذى ينبع من الاحساس بلوحده والضلال والبعد عن الشركه الحميمه الوثيقه مع ابيهم السماوى لقد ارسل يسوع لكى ياتى بلضالين الى الله ولكم تعرض يسوع للانتقاد من ادعياء البر الذاتى والناس المتدينين فى عصره عندما كان يتعامل مع الضالين برفق وحنان وبلرغم من الانتقاد والعار العلنى اقترب الضالون من يسوع لانهم كانوا من اعماقهم الداخليه يرغبون ان يوجدوا ويسوع بدوره لم يكتف بان يقبلهم فى حضرته والى مكان وجوده بل وكان يسعى بحماس للبحث عنهم فى العهد الجديد من الكتاب المقدس وعلى وجه التحديد فى الاصحاح الخامس عشر من انجيل لوقا خكى الرب يسوع عن ثلاث قصص عن الضال الذى وجد الله يريدك ان توجد `17`
إستكمالاً لموضوع الآنسة ميرنا

إقتباس
فى الاصحاح الخامس عشر من انجيل لوقا خكى الرب يسوع عن ثلاث قصص عن الضال


قصص الضلال الثلاثة تحكى عن ثلاث فئات من البشر بعيدين عن الله:

أولاً: الخروف الضال
و هو يرمز لمن يخرج من فلك نوح - الكنيسة - معتقداً أن حوائطها تحد من حريته، فيبدأ فى الجرى بعيداً عن الراعى صالح طلباً للحرية، أو لأى نعم أخرى يراها فى أماكن بعيدة عن الراعى الصالح. و ذلك عن جهل منه بأن هذه النعم قد تبدو مثل الشهد المملوء سماً زعافاً شديد الخطورة. وهذا ما حدث مع لوط حينما ترك أرضه بسبب خلاف بين رعاته و رعاة إبراهيم أبو الآباء، فترك أرضه و ذهب إلى أرض الشر و الخطية - أرض سدوم و عمورة. فماذا جنى من هناك سوى كل تعب برؤيته للخطية. بل أن الحال وصل به أنه كان سيسلم بناته لرجال سدوم و عمورة ليعتدوا عليهن فداءً لضيوفه ألذان لم يكونا سوى ملاكا الرب. و هؤلاء الذين هم مثل اللوط المعذبون و الضالون عن جهل يسعى لهم الراعى الصالح و يخرجهم من وسط أشواك العالم كما فعل مع الخروف الضال، و كما فعل مع لوط و أنقذه من الهلاك.

ثانياً: الدرهم المفقود
و هذا يمثل نوعية أخرى من الضالين. و لكنه يختلف عن النوع الأول أنه لم يضل من نفسه، بل أن هناك من أضله. و كذلك حالته الروحية لا تسمح له أن يعود من نفسه. و كذلك هو لا يعلم إنه ضال، و هذا هو ما يقوله قداس الإلهى "سعيت فى طلب الضال". و هو مع حدث مع شاول الطرسوسى الذى أضلته التعاليم الغريبة، و الأفكار العقيمة لمعلمى الشريعة و الناموس. بل إنه إضطهد المسيحيين و كان حاضراً رجم الشهيد إسطفانوس و كان راضياً كذلك عما يحدث. كذلك أريانا والى أنصنا كانت تنطبق عليه آية "تأتى ساعة يظن فيها من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله"، فكان يعذب المسيحيين بحماس و يقتلهم لا لشئ إلا عن قناعة بضلالهم. هؤلاء كانوا ضالين مثل الدرهم المفقود و سعى رب المجد لخلاصهم.

أخيراً: الابن الضال:
هذا هو النوع الثالث من الضالين الذين يضلون لأنهم يحبون الضلال و يسعون إليه. يريدون ترك الله و الحياة الماجنة فى الخطية حيث يبددون أموالهم مع الزوانى. هؤلاء هم من ينكرون الإيمان بأفعالهم و أعمالهم. هؤلاء الذين أصبحت الخطية جزءاً منهم و من حياتهم. هؤلاء هم من يقول لهم الله "إرجعوا إلىّ أرجع إليكم"، بمعنى أن الخطوة الأولى يجب أن تكون منهم. يجب أن يتوبوا و يتركوا ضلالهم و يعودوا إلى حضن المسيح، و هو مستعد أن يغفر لهم بمجرد العودة و يعيدهم إلى رتبتهم الأولى و يضع خاتماً فى إصبعهم و حذاءً فى أرجلهم و يلبسهم الحلة الأولى و يذبح العجل المسمن لهم.
شكرا حازم
ذات يوم ذهب سؤال لقداسة البابا شنودة الثالث من أحد الحاضرين يقول: يا سيدنا .. أنا كل ما بأقوم بأقع .. أقوم و أقع .. أقوم و أقع .. و مش عارف أعمل إيه؟!

فقال له سيدنا بحكمته: يابنى بدل ما تقول كل ما بأقوم أقع .. أقوم و أقع .. بدل الترتيب و قول كل ما بأقع بأقوم .. أقع و أقوم .. علشان تنتصر على شيطان اليأس.

فى حقيقة الأمر أن "الصدّيق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم 24 : 16). و الله خاطب الشعب فى سفر أرميا متسائلاً متعجباً "وتقول لهم هكذا قال الرب . هل يسقطون ولا يقومون او يرتد احد ولا يرجع؟!" (أر 8 : 4). فنحن ما دمنا تحت أوجاع الجسد فنحن عرضة للسقوط، و لكننا نقوم ثانية. و كذلك نحن عرضة للضلال و لكن أمامنا الفرصة لنعود ثانية. فنحن مثل الخروف الضال الذى يبحث عنه الراعى ثم يعود فيضل فيبحث عنه الراعى و فى كل مرة يقول الخروف "توبني فأتوب لانك انت الرب الهي" (أر 31 : 18). أو مثل الابن الضال الذى يرجع إلى نفسه و يعود إلى بيت أبيه بعد ممارسة سر التوبة و الاعتراف، فيغفر له أبوه كل ذنبه و يعيده إلى مرتبته الأولى. و لكن سرعان ما تمر الأيام و ينسى ما حدث و يضل ثانية فى نفس الخطية أو خطية أخرى، فيجلس الأب الحانى منتظراً عودته مجدداً و يشجعه قائلاً "هلم نتحاجج يقول الرب . ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج .ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" (إش 1 : 18)، و يقول أيضاً "ارجعوا اليّ ارجع اليكم" (زك 1 : 3 و ملا 3 : 7). و حينما يعود الضال يقول "لا تشمتي بي يا عدوّتي . اذا سقطت اقوم . اذا جلست في الظلمة فالرب نور لي (مي 7 : 8).

هى معركة نقوم فيها و نسقط و لكن "ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص" (مت 24 : 13). لذلك يقول الوحى الإلهى "انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم" (عب 13 : 7).

هى معركة بيننا و بين الشيطان، معركة بين شهوات الجسد و الروح:
  • اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف (مت 26 : 41)
  • اذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (رو 8 : 1)
  • لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام (رو 8 : 6)
  • لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون . ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون (رو 8 : 13)
  • وانما اقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد (غل 5 : 16)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010